دفيئات زراعية على سطوح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
يبدع الفلسطينيون في إيجاد حلول لمواجهة انعدام المساحة في المخيم، ما يجعلهم يقاومون فكرة الخضوع لشروط سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى توطينهم في أماكن غير تلك التي هجروا منها إبان نكبة فلسطين (1948)، وعيونهم وقلوبهم تخفق شوقاً إلى بياراتهم وأراضيهم التي هجروا منها تحت قوة السلاح.
وهنا في مخيمات جنوب الضفة الغربية للاجئين الفلسطينيين، قامت جمعية كرامة بمساعدة ١٢٠ سيدة ببناء دفيئات زراعية فوق أسطح منازلهن، بمساحة 22 متر مربع للدفيئة الواحدة، تزرع فيه بعض أنواع الخضرة، وتتبادل السيدات فيما بينهن المحاصيل الزراعية للوصول إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي.
تقول المواطنة سعاد دعاجنة المهجرة من قرية بيت جبرين قرب مدينة القدس المحتلة وتعيش في مخيم العزة للاجئين شمال مدينة بيت لحم، لـِ "الميادين نت": "زرعت الخيار والفلفل والبندورة وكان طعمه لذيذاً جدا، كأنه يشبه برتقال يافا الذي كان يصفه والدي لنا، وأن زراعة الدفيئة الزراعية لا تعني التخلي عن حق العودة حتى لو زرعناه بالذهب، فلا شيء أجمل من الوطن".
وأشار مدير جمعية كرامة لتنمية المرأة والطفل لؤي الحاج إلى أن المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، وهو عبارة عن دفيئة زراعية تٌبنى فوق سطح المنزل بهيكل حديدي، ومن ثم يلف بالنايلون الشفاف، وتوضع فيه أنابيب بلاستيكية ذات عرض ثمانية إنشات بعد فتحها بشكل طولي، ومن ثم يتم مدها داخل البيت، ويتسع لقرابة 75 مترا من الأنابيب، ويمكن استخدامها للزراعة أكثر من مرة في العام الواحد، وتعمل كرامة على منح ١٠٠ سيدة أخرى بدفيئات زراعية.