جبل الريحان في لبنان.. ضحية!
لبنان، "قطعة السما" صار خراباً... حيتان المال في لبنان يستبيحون أجزاء كثيرة من أراضيه الخضراء، ويسلبون لون الحياة منها تحت الغطاء السياسي، حتى باتت جباله ووديانه تحت رحمة القضم والقطع والتجريف، وكان لجبل الريحان في جنوب البلاد نصيب من ذلك.
هكذا كان، وهكذا صار، بعد سنوات من عمل الكسرات والمرامل فيه...إنه جبل الريحان الواقع في الجنوب اللبناني، مشهد مؤلم عاينته كاميرا الميادين نت، خلال مشاركتها في المسير البيئي الذي نظّمته الحملة الوطنية لإنقاذ جبل الريحان بعنوان "نمشي لنحمي" بين مرملة عرمتى ومرملة جبل الريحان، بهدف توعية السكان على الضرر البيئي الحاصل، وإيصال رسالة وصرخة إلى المعنيين في الحكومة اللبنانية لوقف إعطاء التراخيص لمشاريع المرامل والكسارات، ومحاولة استصلاح الأراضي المتضررة.
وبعيداً عن ملفات الفساد في قضية المرامل والكسارات التي تأخذ حيّزاً هاماً من اهتمامات اللبنانيين، وتدخل فيها منفعة شخصية لقياديين في أكثر من حزب سياسي لبناني، إلا أن النشاط المذكور اليوم ركّز على الشق البيئي، وحاول منظمو الحملة تعريف المشاركين في المسير على مرملة عرمتى ومرملة جبل الريحان (خلّة خازم).
ورافق المنظمين وسكان بلدة الريحان والبلدات المجاورة، العديد من الناشطين في المجتمع اللبناني، والمختصين بالشأن البيئي، في سياق تشكيل احتجاج سلمي على المجزرة المفتعلة بحق أراضي لبنان الحرجية، والتي لا شك أن لها الكثير من الأضرار على الوضع البيئي المتردي أصلاً، كما الوضع السياحي، والاقتصادي اللذان يسّجلا تراجعاً ملحوظاً.
وذكرت العديد من الدراسات أن العمل العشوائي وغير القانوني لهذا القطاع شوّه آلاف الهكتارات من الأراضي التي بمعظمها حرجية خضراء، غير قابلة للاستصلاح أو إعادة التأهيل، وتسبب بتدمير الطبيعة وبتصحّر الأراضي سواء مباشرة عبر اقتلاع الصخور والتربة والرمل أو غير مباشرة عبر انتشار الغبار الذي يتسبب باختناق الأشجار والنباتات وإلحاق خسائر بالتنوع البيولوجي. إضافةً إلى أنه أدّى إلى تصدّع في طبقات الأرض، وأحدث تلوث هوائي، وتلوث ضوضائي.
سبق هذا التحرك، ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث سجّل روّاد العالم الافتراضي احتجاجهم على تشويه جمال جبل الريحان وغيره، ودعوا إلى إنقاذه.