قتلى ومفقودون بفيضانات "خارجة على المألوف" في فرنسا وإيطاليا

تتواصل جهود الإغاثة لمساعدة المتضررين والبحث عن المفقودين، بعد 3 أيام من فيضانات ضربت مناطق في جنوب شرق فرنسا وشمال إيطاليا، وصفت بأنها "خارجة على المألوف". 

  • رجل يمشي على أغصان الأشجار المحطمة بعد فيضانات العاصفة
    رجل يمشي على أغصان الأشجار المحطمة بعد فيضانات العاصفة "أليكس" في "سان لوران دو فار" في فرنسا - 4 أكتوبر 2020 (أ.ف.ب)

وصلت حصيلة قتلى الفيضانات الغزيرة التي ضربت مناطق في جنوب شرق فرنسا وشمال إيطاليا إلى 4 أشخاص أمس الأحد، بالإضافة إلى عشرات المفقودين في البلدين الجارين.

في إيطاليا، لم يشهد السكان كارثة مماثلة منذ عقود، فقد دمر الفيضان قرى بأكملها، وجرف جسوراً وطرقات، ما فاقم من محنة السكان بعد أشهر من العزل الذي أضعف بشدة النشاط الاقتصادي المحلي.

أمّا في فرنسا، عبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن كامل تضامنه مع عائلات ضحايا العاصفة "أليكس".

وقال ماكرون: "تقف الدولة جنباً إلى جنب مع المسؤولين المنتخبين لمساعدة الفرنسيين. معاً سنتغلب على هذه المحنة"، موجهاً شكراً كبيراً لرجال الإطفاء والدرك والشرطة وجميع القوات العاملة في الميدان.

من ناحيته، لم يخفِ رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس "القلق البالغ" إزاء الحصيلة النهائية للعاصفة، فيما أطلقت السلطات "آلية الكوارث الطبيعية" للتعامل مع الأزمة. 

وتتواصل في البلدين جهود الإغاثة لمساعدة المتضررين والبحث عن المفقودين، بعد 3 أيام من فيضانات وصفت بأنها "خارجة على المألوف". 

محافظ مقاطعة "آلب ماريتيم" برنار غونزاليز، قال الأحد إن "ما نعيشه خارج على المألوف، نحن معتادون على رؤية صور كوارث مماثلة في قارات أخرى، ونشعر أحياناً بأننا غير معنيين بها، ولكن الآن، إنها شيء يطاولنا مباشرة".

وفي "سان مارتان فيزوبي" وهي قرية يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة، والواقعة في جبال لا تصل إليها السيارات في شمال "نيس" الفرنسيّة، تجمع سياح وسكان في الساحة بانتظار إجلائهم بالمروحيّات.

وتمّت تعبئة مروحيات للشرطة والجيش والدفاع المدني، توالى وصولها إلى الأماكن المتضررة شمال "نيس" لإحضار المياه والطعام وإجلاء المنكوبين. 

كما أحضر عناصر دفاع مدني معدات إنقاذ حملوها على ظهورهم، فيما عبروا سيراً طريقاً ضيقاً ممتلئاً بالحجارة التي انهارت جراء رداءة الأحوال الجوية. 

في المقابل، كان الدخول مستحيلاً إلى مدينة "براي سو رويا" على الحدود مع إيطاليا لوقت طويل، فيما كانت المنازل فيها مغمورة بالطين، والسيارات منقلبة في النهر.

رئيس بلديتها سيباستيان أولاران أكد أنّه "ينقص السكان هنا كل شيء، الماء، الكهرباء، الطعام. نحن بحاجة إلى إصلاح خطوط الهاتف بأسرع ما يمكن وإلا لن نتمكن من الإبلاغ عمّا نحتاج إليه". 

وقال الرئيس المحلي لـ"بييمونتي" الإيطالية ألبرتو سيريو لصحيفة "لا ستامبا" إنّ "الوضع خطير جداً. كما في عام 1984"، حين أسفر فيضان في "بو وتارانو" عن مقتل 70 شخصاً.

سيريو أوضح أنّ الفارق الوحيد هو أن "630 ملم من المياه انهمرت في 24 ساعة، لم نرُ هذا الحجم من المتساقطات في مثل هذا الوقت القصير منذ عام 1954". 

رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أكد أنّ السلطات "تضمن المراقبة المستمرة، بالتنسيق الكامل مع المناطق، لهذه الحالة الطارئة، مع إيلاء اهتمام خاص بوادي أوستا وبييمونتي وليغوريا. أقصى اهتمام الحكومة". 

منظمات عديدة أعربت عن قلقها على مصير المهاجرين الذين غالباً ما ينامون في الحقول وسط اشتداد الفيضانات التي كانت عنيفة، فيما طلبت منطقتا "بييمونتي" و"ليغوريا" الإيطاليتان من الحكومة المركزيّة إعلان حال الطوارئ.