نشاط بيئي للجنة حقوق المرأة اللبنانية بمشاركة وفد من السفارة الكوبية
نظمّت لجنة حقوق المرأة اللبنانية، ضمن نشاطاتها المتعددة والمتنوعة نشاطاً بيئياً تراثياً استكشافياً من خلال مسير استغرق عدة ساعات في منطقة جبل لبنان الشوف، في أجواء من الفرح والحبور وحب المعرفة.
ميّز الفعالية البيئية للجنة حقوق المرأة اللبنانية مشاركة وفد من السفارة الكوبية حيث حضر السفير آلكسندر بييسير والمستشار راوول مادريغال وأيضاً مراسل وكالة برنسا لاتينا الإعلامي آرماندو ريّيس وعائلاتهم وأعضاء في جمعية التضامن العربي اللاتينية "هوسيه مارتي" بالإضافة الى سيدات اللجنة وبعض الضيوف الآخرين، ما أسبغ روحاً من التواصل والتفاعل الحضاري على الأجواء، وقد تُرجم ذلك بروح عالية من الأخوّة والإنسانية خلال ساعات الرحلة الطويلة.
المشاركات والضيوف وصلوا إلى محمية أرز الشوف في أعالي جبال لبنان، وسط استقبال مميّز من قبل المعنيين، اهتمت إدارة أهم وأكبر محمية طبيعية في لبنان، بشخص مديرها نزار هاني بتفاصيل الزيارة، وكان لدور الناشطين عمر أبو علي وأكرم محمود الميداني الباع الطولى في رفد النشاط بالنجاح.
محمية أرز الشوف.... "عروس" تنتظر زائريها!
المحمية بدت في ذلك الصباح الصافي كما لو أنها حاكت الجمال وألبسته لجبالها، فبدت كـ "عروس" تنتظر لتستقبل زائريها بأجمل حلّة، فهي إلى ما تقدّم أكثر المحميات غنى بالحياة البرية، كما أنها محيط حيوي هام إذ تشمل مستنقعاً كبيراً من المياه.
أكثر ما يميّزها هو غابات الأرز الثلاث الرائعة وهي: غابة أرز معاصر الشوف، وغابة أرز الباروك التي تضم الأرزة الشهيرة، وغابة أرز عين زحلتا - بمهريه، تغطيها الأشجار التي يُقدّر عمرها بحوالى 2000 عام، وتحضن أصنافًا متنوعةً من الطيور والنباتات البرية، والحيوانات ومنها الثديّات المتوسطة الحجم.
في المحمية المذكورة، نقع على جهود جبارة لفريق العمل، الذي يسعى للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية والحيوانية، فضلًا عمّا تقدّمه هذه المحمية من دور بارز في التوعية البيئية، وإعداد خطة تنمية مستدامة لمنطقة الشوف، من خلال الدورات والمحاضرات التي تُقام فيها، وأيضاً "بيوت الضيافة" التي اتّخذت من البيوت الحجرية القديمة مكانًا يستقبل السيّاح.
للميادين شجرة هنا...!
ويبقى الدور الأبرز لمختلف النشاطات التي تقوم بها محمية أرز الشوف فتصوّر الطبيعة بأجمل الحلل، حيث بذلت جهود لافتة لتشجير المساحات الجرداء، خاصة في سفوح وتلال الجبال، ومن هنا كانت فكرة تسمية شجرة أرز باسم من يزرعها، ما أسهم في تشجير مساحات هامة في محمية أرز الشوف.
وهنا تجدر الإشارة إلى وجود شجرة باسم قناة الميادين غرسها فريق الموقع الإلكتروني(الويب سايت) فيها لتجسّد تاريخ انطلاقة المحطة في 11 حزيران/ يونيو عام 2012.
بعد اطلاع الوفد على معرض الزراعات العضوية البلدية والقروية والأشغال اليدوية، الذي نظم للمرة الأولى بنجاح وإقبال مميزيْن، وأيضاً استراحة غداء في الباروك، عرّج الوفد على مشروع شبابي بيئي جميل، ولعل جمالية المنطقة قد أضفت على أهلها الكثير من الدّعة والهدوء وأفسحت بالمجال للابداع والابتكار، ومن هنا كانت هذه المشاريع البيئية السياحية الجميلة.
بيوت ضيافة قروية...!
ففي بلدة الباروك الغنية بالمياه وبالطبيعة المميزة، حيث تشكّل سفوحها امتداداً للمحمية، أمسى مشروع الشاب الناشط البيئي سيزار محمود ملاذاً لعدد كبير من الزوار والسياح، إذ استقبل حتى الآن اكثر من 4500 زائر من 61 دولة حول العالم، للتعرف عن كثب على تجربة ريفية وبيئية بكل ما في الكلمة من معانٍ فأمست مزرعة عضوية Organic، تتوافر فيها بيوت من الخشب مجهّزة بالكامل، ينام فيها الزوار ويستيقظون باكراً لمساعدة العمّال في الأرض وجلب البيض البلدي من "قنّ" الدجاج، ويقطفون الخضر الطازجة بسلال من القشّ.
إلى... "كهف الفنون" !
كانت خاتمة اليوم الطويل في "كهف الفنون"، في بلدة الجاهلية على مدخل الشوف، وهي عبارة عن أقبية قديمة "مقنطّرة" على شكل كهوف من العقد الحجري الضخم جمعت في حناياها "أشياء" ثمينة من الماضي التليد ومغاور حجرية في باطن الأرض حوّلها الرسام والنحات والشاعر غاندي بو دياب بجهد فردي إلى مجمع سياحي تراثي فنيّ يقيم ندوات الشعر ومختلف الفنون.
يستقطب المكان الطلاب والمثقفين والباحثين عن جذور التراث العربي العريق، ويضم لوحات للفنان غاندي معظمها يختص بهذا التراث، وهي دليل على التمسّك بالأرض وبالتراث اللبناني والعربي.
وهكذا اختتمت لجنة حقوق المرأة اللبنانية جولتها البيئية على أمل مواصلة نشاطاتها دفاعاً عن البيئة وضد كل ما من شأنه الحاق الضرر بها وتشجيعاً لكل المبادرات الرامية للحفاظ عليها.