نقل المياه من الخليج: مشروع عملاق سيغير اقتصاد محافظات شرقي إيران
الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يعلن تنفيذ المرحلة الأولى من أحد أكبر المشاريع الإعمارية في تاريخ البلاد لنقل المياه من الخليج إلى المحافظات الشرقية والجنوبية، وذلك خلال الزيارة التاريخية لمدينة يزد شرقي إيران.
أعلن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، خلال زيارة تاريخية لمدينة يزد، شرقي إيران، إتمام تنفيذ المرحلة الأولى من أحد أكبر المشاريع الإعمارية في تاريخ البلاد، لنقل المياه من الخليج الى المحافظات الشرقية والجنوبية في إيران.
وبحسب الجهات الرسمية الإيرانية، يهدف المشروع إلى معالجة أزمة الجفاف في تلك المناطق، عبر تأمين مصادر هائلة من المياه المحلّاة، ستغطّي حاجات البلاد، خلال العقود المقبلة.
وشكّلت أزمة الجفاف مصدر تهديد كبيراً لمستقبل الحياة والصناعة في المناطق الصحراوية شرقي إيران، حيث كان يُخشى أن تجعل أجزاءً واسعةً من تلك المناطق غير صالحة للعيش، وأن تؤديَ في الوقت نفسه إلى موجات من الهجرة نحو المدن الشمالية والغربية من البلاد، وكل ما ينتج منها من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
يُذكَر أنّ المشروع العملاق لنقل المياه إلى مسافات بعيدة داخل الاراضي الإيرانية اُنجز على أيدي المتخصصين المحليين والشركات الإيرانية من القطاعين الخاص والعام، في وقت تواجه البلاد أقسى العقوبات الأميركية والغربية، التي تمنعها من الحصول على تقنيات حديثة من خارج البلاد في مجالات الإعمار والتعدين والبنى التحتية الأخرى.
ووفقاً لشركة إدارة المياه الإيرانية، سيزيد المشروع في قدرة إنتاج المياه المحلّاة في المحافظات المركزية والجنوبية إلى 6 أضعاف خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
ويشمل المشروع محافظات يزد وهرمزغان وخراسان رضوي وسيستان بلوتشستان وكرمان ويزد، ويَعُدّ الخبراء الإيرانيون التنفيذ الكامل لهذا المشروع ثورةً في مسار تنمية المناطق الشرقية والمركزية للبلاد.
المشروع يستهدف المحافظات الإيرانية المهمّشة
وتمتدّ مشاكل هذه المناطق إلى عشرات الأعوام، بحيث عانت بسبب فقدانها مصادر المياه الضرورية لتنفيذ المشاريع الإعمارية الكبرى، والتي جعلت المؤشرات الاقتصادية فيها سلبية، وفاقمت المشاكل فيها، كالفقر والبطالة المرتفعة، بالمقارنة مع المناطق الأخرى في إيران.
ومع انطلاق تنفيذ المراحل المتعددة من المشروع العملاق لنقل المياه من الخليج إلى تلك المناطق، يأمل سكانها أن تتحقّق العدالة في التنمية على مستوى البلاد إلى حدّ كبير، وهو الأمر الذي لطالما أكّده المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، وطالب الحكومات المتتالية بتنفيذه.
من جانب آخر، فإنّ إصرار الحكومة الإيرانية، برئاسة رئيسي، على تدشين المرحلة الأولى من المشروع، بالتزامن مع استعدادات دولية لإكمال ممرّ "شمال - جنوب"، والذي يمرّ عبر ميناء تشابهار جنوبي شرقي البلاد، يمثل رؤية استراتيجية لتنمية متوازنة، واقتناصاً للفرصة الاقتصادية.
وتُظهر هذه التطورات بداية مرحلة جديدة في الاقتصاد الإيراني، لا تعتمد فيها خطط التنمية على المصادر النفطية فحسب، بل توفّر الحكومة مصادر بديلة ومتنوّعة لها، عبر الصادرات الصناعية والممرات التجارية التي تمرّ عبر إيران، إلى جانب إصلاح السياسات الضريبية بصورة أكثر عدلاً.
ترحيب جماهيري بالرئيس الإيراني في مدينة يزد
وشهد حفل تدشين المرحلة الأولى من مشروع نقل المياه من الخليج، كجزءٍ من جدول برامج زيارة الرئيس الإيراني رئيسي لمدينة يزد يوم الخميس، حضوراً ومتابعة لافتين من وسائل الإعلام، ولا سيما على إثر الاستقبال الحاشد والجماهيري من جانب أهالي المدينة لموكب الرئيس.
كما أظهرت مقاطع الفيديو عشرات الآلاف من سكان مدينة يزد يشاركون في مراسم الترحيب بالرئيس الإيراني في ساحة "أمير جخماق" التاريخية، بينما كانت درجة الحرارة وصلت إلى تحت الصفر في المدينة.
وفي إشارة إلى إنجاز المشاريع الكبرى في المدينة، على رغم العقوبات الاقتصادية، أكّد السيد رئيسي، في خطابه أمام الجمهور، أنّنا "لن نستسلم في حرب الإرادات أمام الأعداء".
مفاجأة للإعلام المعادي للحكومة الإيرانية
وشكّل الحضور الجماهيري لسكان مدينة يزد مفاجأة لوسائل الإعلام المعادية للحكومة الإيرانية، والتي تدّعي أنّ النظام الإيراني يعاني تراجع القاعدة الشعبية عقب الاضطرابات التي وقعت في عدد من مدن البلاد خلال الأشهر الماضية.
واضطرّت معظم هذه المواقع والفضائيات إلى تجاهل ما حدث في مدينة يزد من حضور جماهيري واسع دعماً لرئيس الجمهورية، كونه لا يتماشى مع الصورة التي تعرضها عن الأوضاع في إيران.