منتدى ومعرض النقل الدولي السادس عشر المقام في موسكو

روسيا تولي اهتماماً خاصاً لتطوير إستراتيجية النقل والطرق البديلة لممرات النقل الدولية، فماذا حققت في هذا المجال في ظل العقوبات المفروضة عليها؟

  • منتدى ومعرض النقل الدولي السادس عشر المقام في العاصمة الروسية موسكو
    تشهد روسيا ارتفاعاً في حجم التبادل التجاري مع بعض الدول بنحو 3 أضعاف

يعدّ منتدى ومعرض النقل الدولي السادس عشر المقام في العاصمة الروسية موسكو أبرز فعاليات أسبوع النقل الروسي الذي يقدم مساحة تلاقٍ ومنصةً واعدة لتعزيز التعاون والتكامل والشراكة والتوسع في عالم المواصلات والنقل البري والبحري والجوي من روسيا وإليها عبر وسائلها المتاحة.

هذا العام، أولت روسيا اهتماماً خاصاً لمسألة التغلّب على العقوبات وتطوير إستراتيجية النقل الوطنية والطرق البديلة لممرات النقل الدولية واستبدال الصادرات والواردات الغربية بأخرى من دول الشرق والجنوب.

شارك في فعاليات المنتدى 300 متحدث، بينهم وزير النقل الروسي فيتالي سافيليف، ونواب رئيس الحكومة الروسية، أندريه بيلأوسوف ومارات خوسنولين ودميتري تشيرنينكو، ومساعد الرئيس الروسي إيغور ليفيتين، ووزراء خارجية الأقاليم وحكامها، ومديري إدارات النقل، وكبار رؤساء الشركات الصناعية والمؤسسات العامة والقطاع المصرفي.

العمل يجري على قدمٍ وساق لاستكمال خطوط ممر "شمال جنوب" الذي تؤدي روسيا وإيران ودول حوض بحر قزوين وآسيا الوسطى دوراً محورياً فيه، والذي يشكّل أهمية بالغة للصين والهند ودول أخرى. ومن المتوقع أن يغير اتجاهات التبادل التجاري الاقتصادي العالمي بشكل إستراتيجي شرقاً وجنوباً.

وفي هذا المجال، قال النائب الأول لرئيس هيئة الجمارك الفيدرالية الروسية روصلان دافيدوف في تصريح للميادين نت: "أريد أن أتحدَّث أولاً عن الإمكانيات، وليس عن المعوقات، لأننا نشهد اليوم فرصة مناسبة لإمكانيات كبيرة في تطوير ممرّ خطوط النقل "شمال جنوب". إذا أردنا التحدّث عما يجب إنجازه، فهو البنية التحتية الإنشائية أولاً، التي تتضمّن 162 كلم متبقية من السكّك لوصل طرفي الممر. هذا الأمر له أهمية بالغة، لأن سكك الحديد قادرة على نقل الحمولات الكبيرة بصورة لا تضاهيها وسائل النقل البري بواسطة الشاحنات، ولا بد من استكمال البنية التحتية من طرقات السيارات والشاحنات".

وأضاف: "تعمل أذربيجان بجد على إنشاء الطرقات. كنت هناك منذ أيام، ويمكنني القول إن الخط السريع بمسلكين شبه مكتمل من باكو وصولاً إلى الحدود الروسية، ومن باكو إلى أستارا (أستارا إيران وأستارا أذربيجان). الفيدرالية الروسية تستكمل بناء الطريق عبر جمهورية دغستان. نأمل أن لا يخيب البناؤون توقعاتنا، وينهوا عمل المرحلة الأولى من إنشاء مراكز نقاط جمركية ياراغ كازماليار وتاغيركنت-كازماليار (معابر شمال القوقاز) من الجانب الروسي مع نهاية العام الجاري. في الوقت الحالي، وصلنا إلى قدرة عبور 1000 آلية يومياً بالاتجاهين، ونطمح في الوصول إلى 1500-2000 آلية - سيارة/ شاحنة يومياً عبر حدود روسيا أذربيجان إيران".

وتابع النائب الأول لرئيس هيئة الجمارك الفيدرالية الروسية: "المهم أنَّ عملية مرور الشاحنات والآليات ما زالت جارية. قد نواجه مسألة مقابلة، ونحتاج إلى تأمين بضائع أكثر لتشغيل الممر... حتى الآن، لم نصل إلى الحجم البديل لخطوط اتجاهات تبادل البضائع مع الغرب من حيث الأطنان المنقولة، ولكن يمكنني القول إنَّ الخطط التي وضعها الغرب الجماعي لخنق روسيا أخفقت كلياً. يوجد انخفاض بسيط في حجم التبادل، ولكنه ليس حرجاً، وتبلغ نسبته 20% تقريباً، لكننا نلاحظ كيف تسير عملية استبدال المصادر بسرعة. الانحدار حصل في مرحلة آذار/مارس - نيسان/أبريل، لكن السوق استعاد توازنه الآن. كما ذكرت، بينما كانت 400-500 سيارة وآلية تعبر يومياً عبر الحدود الأذربيجانية الروسية، تعبر اليوم أكثر من 1000 سيارة وآلية. هذا الأمر يشير إلى أنَّ البضائع التي كانت تنقل باتجاه الشمال الغربي، تُنقل اليوم شرقاً وجنوباً.

من جهته، قال الأدميرال تين آونغ سان من ميانما للميادين نت: "نعم، نحن نواجه عقوبات، ولكن لدينا دول صديقة نتعاون معها، ونجد حلولاً بديلة. لذلك، علينا تعزيز الصداقة مع الدول المتعاونة. رئيس حكومتنا شارك في المنتدى الاقتصادي في فلاديفاستوك الروسية، ونحن نعمل على تعزيز التعاون والصداقة مع روسيا وتطويرهما. وقَّعنا بروتوكول تعاون وإطلاق رحلات طيران مباشرة من نوفوسيبيرسك إلى ميانما، ونخطط لإنشاء خط بحري لأساطيلنا التجارية".

وفي السياق نفسه، صرح النائب الأول لمدير عام السكك الحديد الفيدرالية الروسية سيرغي أليكسييفتش بافلوف للميادين نت: "قلت اليوم إنَّ صادرات الحاويات (الكونتينيرات) بلغت 3.5 مليون طن عبر سكك الحديد الروسية، بانخفاض 2% فحسب عن صادرات العام الماضي. وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، بتنا نرى أنَّ هذا الفارق يضيق ويتحوّل إلى فائض إيجابي".

وأضاف: "بالنسبة إلى الدول الغربية، سأكون صريحاً، ما أقدموا عليه ليس إطلاق نار على القدم فحسب، بل أعلى بقليل. على سبيل المثال، في فنلندا اليوم، هناك قضايا في المحاكم ضد سكك الحديد الفنلندية رفعتها الشركات الفنلندية. هم لا يلتزمون تأمين نقل المواد الأولية والبضائع من روسيا، وهذه هي النتيجة. هذا المسار مستمر. الزملاء الفنلنديون حذَّرونا اليوم من أنهم لن يستقبلوا الحمولات القادمة عبر سكك الحديد من روسيا مع بداية شهر كانون الأول/ديسمبر، فمَن يخيفون؟ صادراتنا إلى فنلندا تشكّل أقل من 0.2% من طاقة سككنا الحديدية. أما بالنسبة إلى الشركات الفنلندية، فإن حجم الواردات الروسية عبر سكك الحديد يشكل أكثر من 25%! وهنا، من دون ذكر حجم التبادل عبر المرافئ البحرية. هذا مثال بسيط مرتبط بدولة واحدة".

وأضاف: "لقد فرضوا العقوبات ضد أنفسهم. نحن مستمرّون في العمل بصورة طبيعية مع من يريد العمل معنا، وعملنا يتطوَّر وينمو. سجلت الأرقام زيادة في اتجاهات خطوط بديلة بنسبة 25%، ووصل بعضها إلى 60% زيادة على ما مضى. نشهد ارتفاعاً في حجم التبادل التجاري مع بعض الدول بضعفين ونصف و3 أضعاف. فليختاروا بأنفسهم".

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك