ماكرون يعلن عن "زيادة غير مشروطة" في الراتب الصافي للمعلمين
الرئيس الفرنسي يعلن عن زيادة غير مشروطة في الراتب الصافي للمعلمين، بدءاً من أيلول/سبتمبر المقبل، خلال زيارته مدرسة في غانج، جنوب البلاد.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن "زيادة غير مشروطة" في الراتب الصافي، من 100 إلى 230 يورو شهرياً للمعلمين، "على جميع المستويات المهنية"، اعتباراً من بدء العام الدراسي في أيلول/سبتمبر المقبل.
وأضاف ماكرون، بعد حديث مطوّل مع المعلمين وأولياء الأمور والطلاب في إحدى المدارس في غانج، جنوب البلاد، أنّ الزيادة ستُرفع إلى 500 يورو شهرياً، لمن يقبل بمهمات جديدة على أساس طوعي، من دون أن يخوض في التفاصيل.
ولدى وصوله، لم يلتقِ الرئيس الفرنسي مئات المتظاهرين الغاضبين الذين تجمّعوا في وسط المدينة، إذ أبقتهم قوات الأمن على مسافة بعيدة من المدرسة. وهتف المتظاهرون "نحن هنا" و"ماكرون استقِل" وألقى بعضهم البيض والبطاطا على الشرطة، التي ألقت بدورها قنابل الغاز المسيل للدموع.
واستخدم المتظاهرون الصفّارات وقنابل الدخان، لكنّها منعت القدور، التي صادر الدرك بعضها، بينما حظر مرسوم صادر عن المحافظة "الأجهزة المحمولة التي تصدر أصواتاً".
وقال ماكرون في حديث مع نائب اليسار الراديكالي سيباستيان روم، إنّ "البيض والقدور هي لأقوم بالطهي في منزلي فقط"، ليرد الأخير بالقول: "المقاومة بعيدة قليلاً، لا نسمعها لكنّها موجودة".
وتابع الرئيس الفرنسي: "أنا دائماً مستعد للقاء الأفراد إذا كانوا مستعدّين للتحاور".
ويوم أمس، تعرض ماكرون لصيحات استهجان وهجمات في أول لقاء جماهري له منذ أسابيع، وذلك خلال زيارته منطقة الألزاس، شرق البلاد.
وأشاد النائب المؤيد لماكرون كارل أوليف بـ "شجاعة" الرئيس الذي "يواجه الواقع على الأرض".
وردّ عليه نائب اليمين المتطرف جان فيليب تانغي قائلاً: "ليس من الشجاعة لقاء الناخبين، الشجاع هو من يتخذ القرارات الصائبة للبلاد".
الاحتجاجات مستمرة
وعلى الرّغم من إقرار قانون تعديل نظام التقاعد، الذي يرفع سن التقاعد القانوني من 62 إلى 64 عاماً، بعد مصادقة المجلس الدستوري عليه، لا تزال حركة الاحتجاج مستمرة. وتجري احتجاجات، شبه يومية، خلال المسيرات الكبرى تحت راية النقابات، ولا سيما على أصوات قرع القدور.
وأكّد ماكرون أنّ الغضب من تعديل نظام التقاعد "لن يمنعني من الاستمرار في التنقل"، مع تشجيع من قبل معسكره على العودة إلى التواصل مع الفرنسيين، بعد ثلاثة أشهر من الأزمة الاجتماعية والسياسية.
وماكرون ليس الشخص الوحيد الذي يُستقبل بغضب، فقد نال العديد من الوزراء الاستقبال نفسه من قبل لجان الاستقبال في الأيام الأخيرة، أو اضطروا إلى إلغاء زيارات ميدانية.
وعلى الرغم من هذه الأجواء المتوترة، ينوي ماكرون إبراز شعاره الجديد "تسريع الوتيرة".
وبالإضافة إلى المدارس التي ينوي تغييرها، "لتصبح من أفضل المدارس في أوروبا"، يريد الرئيس الفرنسي إطلاق مشاريع شاملة، مع إجراءات تتعلق بالعمل والصحة والهجرة ومكافحة الاحتيال.
وبمناسبة هذه الزيارة، أعلن الاتحاد العمالي العام "CGT"، ثاني أكبر اتحاد في فرنسا، مسؤوليته عن قطع التيار الكهربائي في مطار مونبلييه، قبل وصول ماكرون، وفي المدرسة التي زارها.
وفي رين، الواقعة غرب فرنسا، تظاهر اليوم نحو 5000 شخص، وفقاً لأرقام النقابات، و1200، بحسب ما أعلنت الشرطة، في تحركات قبل التعبئة في الأول من أيار/مايو، بناء على دعوة النقابات.
ورأى الخبير السياسي باسكال بيرينو أنّ التعبئة ضد تعديل نظام التقاعد تتميز عن سابقاتها باستمراريتها، مشيراً إلى أنّ "المزاج السيء" لا يزال طاغياً في استطلاعات الرأي.