صندوق النقد يتوقع تباطؤ النمو في غرب آسيا وشمال أفريقيا عام 2023
صندوق النقد الدولي، يتوقع أن تشهد منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا تباطؤاً في النمو عام 2023، لا سيّما في الدول المصدّرة للنفط.
توقّع صندوق النقد الدولي، اليوم الأربعاء، أن تشهد منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا تباطؤاً في النمو عام 2023، لا سيّما في الدول المصدّرة للنفط، فيما ستبقى الدول الفقيرة، خصوصاً تلك التي تشهد نزاعات كالسودان، ترزح تحت وطأة تضخّم مرتفع، رغم توقّع انخفاضه.
وفي تقريره حول آفاق الاقتصاد الإقليمي، خفّض الصندوق تقديراته للنمو عام 2023 إلى 3.1%، مقارنةً بـ 3.6% في تقريره السابق في تشرين الأوّل/أكتوبر، بعدما حققت المنطقة عام 2022 نموّاً بنسبة 5.3%.
في المقابل، توقع الصندوق أن تنتقل الدول الفقيرة من انكماش بنسبة 0.6%، سجّلته العام الماضي، إلى نمو طفيف بنسبة 1.3%.
بدوره، قال مدير قسم غرب آسيا وآسيا الوسطى في صندوق النقد، جهاد أزعور، إنّ "تراجع النمو هو نتيجة يُقبل بها في سياق معالجة أصعب مشكلة اقتصادية نعاني منها في عدد كبير من دول العالم" وهي التضخم.
وبحسب التقرير، يُتوقع أن تبقى نسبة التضخم نفسها التي سُجّلت العام الماضي عند 14.8% في المنطقة هذا العام، بدفع من التضخم في البلدان ذات الدخل المتوسط والأسواق الناشئة على غرار مصر وتونس.
🆕 Our 2023 growth forecasts for the Middle East & North Africa:
— IMF Middle East & North Africa (@IMFinMENA) May 3, 2023
🇩🇿: 2.6%
🇧🇭: 3.0%
🇩🇯: 4.0%
🇪🇬: 3.7%
🇮🇶: 3.7%
🇮🇷: 2.0%
🇯🇴: 2.7%
🇰🇼: 0.9%
🇱🇾: 17.5%
🇲🇷: 4.4%
🇲🇦: 3.0%
🇴🇲: 1.7%
🇶🇦: 2.4%
🇸🇦: 3.1%
🇸🇴: 2.8%
🇸🇩: 1.2%
🇹🇳: 1.3%
🇦🇪: 3.5%
🇾🇪: -0.5% pic.twitter.com/LrAu4u7DAd
نزاع السودان عبء إضافي
ورغم توقّع الصندوق بأن تسجّل الدول ذات الاقتصادات المنخفضة الدخل، بما في ذلك اليمن والسودان وموريتانيا والصومال وجيبوتي، عام 2023 تضخمّاً أقلّ (46%) من العام الماضي (83%)، فإن هذا "لا يكفي بالمقارنة مع حاجات هذه الدول"، وفق أزعور.
ويشهد السودان منذ منتصف الشهر الماضي نزاعاً دامياً أجبر الآلاف على النزوح داخلياً أو اللجوء إلى الدول المجاورة وتسبّب بنقص في الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية، ما قد يؤدي إلى تغيير المعطيات الاقتصادية.
ورأى أزعور أنّ "من الصعب التكهّن، خاصة أنّ هذا الصراع اندلع منذ فترة قصيرة، ومن غير الواضح كيف سيتطوّر".
وأشار إلى أنّ انعدام الاستقرار في السودان منذ سنوات "يجعل من الصعب المحافظة على درجة من الاستقرار الاقتصادي نظراً إلى البنية الاقتصادية الضعيفة أصلاً، والأعباء الإضافية التي تسبّبها الأحداث الداخلية على الشعب السوداني".
يشار إلى أنّ المعارك العنيفة في السودان تتواصل بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان، دقلو الملقّب "حميدتي"، رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، فيما يحذّر المجتمع الدولي من وضع إنساني "كارثي".
وقال أزعور إن "ما يمكن أن نراه في هذه المرحلة أنّ هناك عبئاً إضافياً على الدول المجاورة لاستقبالها لاجئين".
اقرأ أيضاً: الجوع يهدّد السودانيين: رصاصة الحرب تخترق سلة غذاء العالم
كل الانفراجات "إيجابية"
وعزا صندوق النقد، التباطؤ في النمو، الذي يتوقع تسجيله في المنطقة، إلى خفض إنتاج النفط.
وستسجّل دول مجلس التعاون الخليجي عام 2023 تباطؤاً في النمو إلى 3.1% بعدما بلغ 5.7% عام 2022، وفق توقعات الصندوق.
وأوضح أزعور أنّ "تمديد اتفاق أوبك +، القاضي بخفض إنتاج النفط كان له انعكاس على الدول المصدّرة للنفط".
وفي كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، اتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية، وحلفاؤها الـ 10 بقيادة روسيا (أوبك +) على الإبقاء على المسار، الذي أقرّ في تشرين الأوّل/أكتوبر والقاضي بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم حتى نهاية 2023.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت المنطقة انفراجاً على المستوى الدبلوماسي مع توصل السعودية وإيران إلى اتفاق مفاجئ في 10 آذار/مارس، لاستئناف علاقاتهما.
ورأى أزعور أنّ "كل تراجع في مستوى التشنج هو أمر جيد للاقتصاد، إذ إنّه يخفف المخاطر من جهة ويفتح آفاقاً جديدة للحركة الاقتصادية والاستثمار من جهة أخرى".