رئيسة البنك المركزي الأوروبي: العالم يتحول إلى متعدد الأقطاب
رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، ترى أن الصفائح التكتونية للجغرافيا السياسية تتحول بشكل أسرع.
حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، من أن العالم "قد يصبح أكثر تعددية". وادعت خلال خطاب ألقته أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن "الصفائح التكتونية للجغرافيا السياسية تتحول بشكل أسرع".
وبحسب لاغارد، "يشهد العالم تجزئة الاقتصاد العالمي إلى كتل متنافسة، حيث تحاول كل كتلة جذب أكبر قدر من بقية العالم إلى مصالحها الاستراتيجية والقيم المشتركة، وقد يتحد هذا التشرذم حول كتلتين بقيادة أكبر اقتصادين في العالم على التوالي".
وجادلت لاغارد، مستشهدة بالعديد من أسباب هذه التغييرات: الوباء ، الحرب في أوكرانيا، "تسليح" الطاقة، التضخم، والتنافس بين الصين والولايات المتحدة، بأنه سيكون هناك "المزيد من التعددية القطبية" مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأشارت لاغارد إلى أن بكين قد زادت بالفعل تجارتها الثنائية في السلع مع الاقتصادات النامية أكثر من 130 ضعفاً، مما يجعلها أكبر مصدر في العالم في هذه العملية. وأضافت: "كل هذا يمكن أن يخلق فرصة لبعض البلدان التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على أنظمة الدفع الغربية وأطر العملات".
وشددت على أن هذه التغييرات لا ترقى إلى "خسارة وشيكة للسيطرة على الدولار الأميركي أو اليورو" ، لكنها "تشير إلى أن وضع العملة الدولية لا ينبغي اعتباره أمراً مفروغاً منه بعد الآن".
وعلى الرغم من "التكهنات القاتمة"، أضافت لاغارد أن تعدد الأقطاب يمكن أن يقدم لأوروبا جانباً إيجابياً، بحجة أن ذلك "يزيد من مخاطر تماسك السياسة الداخلية".
وزعمت لاغارد أن "التأثير المضاعف للعمل المشترك" في مجالات مثل السياسة الصناعية والدفاع والاستثمار في التقنيات الخضراء والرقمية سيكون "أعلى بكثير" بالنسبة للدول الأعضاء.
وتأتي تعليقات لاغارد عقب تصريحات مماثلة، أدلى بها وزير الخزانة الأميركي السابق لاري سمرز في نهاية هذا الأسبوع، والذي أخبر "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة "تشعر بالوحدة" على المسرح العالمي.
وحذّرت وزيرة الخزانة الحالية من أن "هناك مخاطر عندما نستخدم العقوبات المالية المرتبطة بدور الدولار، والتي يمكن أن تقوض هيمنته بمرور الوقت".