تدهور الأحوال المعيشية في أوروبا.. هل انتهى "عصر الرفاهية"؟
بحسب دراسة أجرتها "جمعية النجدة الشعبية" الفرنسية، وشملت مقابلات مع 6000 شخص في ستة بلدان أوروبية مختلفة، أفاد أكثر من ربعهم بأنهم في وضع محفوف بالمخاطر.
أثقلت السياسات الاقتصادية الأوروبية وتورطها في الحرب الأوكرانية، لا سيما العقوبات على روسيا ومليارات الدولارات التي أرسلت لكييف، شعوب الاتحاد الأوروبي، مع تراجع القدرة الشرائية والتضخم وشحّ عشرات المواد الأساسية، وتحديداً في قطاع الطاقة.
الواقع المعيشي المتدهور يوماً بعد يوم أصبحت تعبر عنه التظاهرات، التي باتت شبه يومية في عواصم أوروبا، متزامنة مع ارتفاع صوت الاحتجاج السياسي على إستمرار سياسة أولوية المواجهة مع روسيا، على حساب البرامج الاجتماعية والمالية التي تهم المواطن الأوروبي بالدرجة الأولى.
وتتابع مؤشرات اختفاء عصر الرفاهية، وتضع جزءاً كبيراً من الأوروبيين في مواجهة الحاجة والعوز وصولاً إلى التخلي عن حاجيات أساسية وضرورات يومية.
وبحسب دراسة أجرتها "جمعية النجدة الشعبية" الفرنسية، وشملت مقابلات مع 6000 شخص في ستة بلدان أوروبية مختلفة، أفاد أكثر من ربعهم بأنهم في وضع محفوف بالمخاطر .
ووفقاً لدراسة الجمعية، تخلّى 29٪ من المشاركين عن وجبة طعام عندما كانوا جائعين.
وشكا مشاركون في الدراسة من أنّه "لا دفء في منزلك بالرغم من البرد ولا وجبة وأنت جائع"، بينما بات واحد من كلّ أربعة أوروبيين وضعه مهدداً بمخاطر عدة، ممّا يدفع مزيداً منهم إلى التخلي عن احتياجات معينة.
وبسبب "الوضع المالي الصعب"، قام 62٪ من الأوروبيين بتقييد حياتهم بالفعل، وتوقف 47٪ بالفعل عن تدفئة منازلهم على الرغم من البرد، وفقاً لهذه الدراسة التي أجراها معهد Ipsos بين 6000 فرد تتمحور أعمارهم حول 18 عاماً، في أكثر من 6 دول هي ألمانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة.
وفي المجمل، قال 27٪ من المستجيبين للدراسة إنّهم في وضع "مهدد بالمخاطر". ومع ذلك، توجد فوارق كبيرة بين البلدان المختلفة، كما يتضح من 51٪ من اليونانيين الذين يعتبرون أنفسهم معرضين للخطر، مقارنة بـ 24٪ من الفرنسيين و18٪ من الألمان.
تدهورت الأحوال المعيشية في عام 2022
وتؤكد النجدة الشعبية أنه "مع ارتفاع الأسعار، وأزمة الطاقة وتبعات الأزمة في أوكرانيا، تدهورت الظروف المعيشية للعديد من الأوروبيين في عام 2022".
وتضيف المنظمة أنه "تزداد صعوبة الوضع بعد العامين الماضيين الذين سببا تراجعاً في مستويات المعيشة تحت وطأة صدمة الأزمة الصحية (وباء كوفيد-19)".
وتتأثر العائلات بشكل خاص بهذا الوضع، فقد تخلى واحد من كل اثنين من الآباء بالفعل عن ذهاب أطفالهم في إجازة أو تسجيلهم في نشاط غير منهجي.
ويقول 33٪ من العائلات إنّهم "لا يستطيعون دائماً إعطاء أطفالهم نظاماً غذائياً متنوعاً، وبشكل خاص بين اليونانيين الذين تزداد نسبة مواجهتهم لهذه الصعوبات".
وأشار المسح إلى أنّه من أجل "توفير ظروف معيشية جيدة" لأطفالهم، يحرم 76٪ من الآباء أنفسهم من الترفيه و48٪ من الطعام، بينما قالت الدراسة إنه "في العام الماضي، دعمت النجدة الشعبية ما يقرب من 3.5 مليون شخص يواجهون صعوبات في أوروبا".
إقرأ أيضاً: صندوق النقد الدولي يعلن تشاؤمه حيال وضع اقتصادات أوروبا