الميادين تجول في حقل "بارس" الإيراني.. تعرّف إلى مخزون ثُمن إنتاج الغاز العالمي
بعدما انتظره الإيرانيون 20 عاماً، خبراء ومهندسون إيرانيون ينجحون أخيراً في إنتاج الغاز من حقل "بارس" الجنوبي في 20 شهراً فقط، رغم الضغوطات الأميركية والأوروبية. والرئيس الإيراني يقول إنّ إنتاج إيران من الغاز سيرتفع إلى نحو 50 مليون متر مكعب يومياً.
جالت قناة الميادين، في منصة حقل "بارس" الجنوبي، لاستخراج الغاز، وكانت القناة العربية الأجنبية الوحيدة التي واكبت هذه العملية، بعد أن بدأت إيران إنتاج الغاز من المرحلة 11 لحقل "بارس" في منطقة عسلوية في الخليج، اليوم الاثنين، برعاية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
فما كان بالأمس حلماً للإيرانيين بات اليوم حقيقة، إذ يعتبر اكتمال الإنتاج في حقل "بارس" الجنوبي قفزة نوعية، وخطوة ناجحة، حقّقها المهندسون الإيرانيون في مجال استخراج الغاز الطبيعي من أعماق البحار.
#الميادين تزور #حقل_بارس الجنوبي في الخليج بعد أن بدأت إيران باستخراج الغاز من القسم 11 منه. ما أهمية هذا الإنجاز؟ وماذا يمثل للاقتصاد الإيراني؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 28, 2023
تقرير: مالك عابدة @malik_abeda pic.twitter.com/PDNxp8JM1J
وقال الرئيس الإيراني، الذي تفقّد المنصة في وقت سابق اليوم: "إنتاجنا الغازي من حقل بارس الجنوبي سيرتفع إلى نحو خمسين مليون متر مكعب يومياً، مضيفاً أنّ "افتتاح هذا القسم من الحقل أمر عظيم، بل هو عملية فنية معقّدة وقد تمّ إنجازه على يد مهندسين وخبراء إيرانيين".
وهذا الحقل هو الأكبر من نوعه في العالم، فكمية الغاز المكتشفة هنا، تُقدّر بنحو ثُمن احتياطي الغاز المكتشف في كل الكرة الأرضية.
من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خجستة مهر، إنّ "كمية الغاز المستخرجة من حقل بارس الجنوبي تُقدر بنحو نصف إنتاج إيران من الغاز"، مضيفاً أنه "تُقدر تكلفة هذه المرحلة قرابة 5 مليارات دولار، وقد تمّ إنجازها محلياً بعد انسحاب الشركات الأجنبية منها بسبب العقوبات".
بدوره قال محمد حسين متجلي، مدير شركة "بارس" للنفط والغاز، إنه "بعد 20 عاماً لم تفعل الشركات الأجنبية شيئاً عملياً في هذا القسم من الحقل، إلا أنّ خبراءنا استطاعوا بأنفسهم تولي مهمة تطوير المشروع وإكماله، بدءاً من صناعة منصات استخراج الغاز، وصولاً إلى نقلها وتركيبها".
وتزن منصة الغاز في حقل "بارس" الجنوبي نحو 3 آلاف طن، إلا أنّ الإنجاز في ذلك، هو أنها صناعةٌ إيرانيةٌ بالكامل، برغم الضغوط الأميركية والأوروبية.
وفي عملية تخللتها مجازفة كبيرة، حُملت تلك المنصة من موقع آخر بواسطة عوامات ضخمة إلى موقع المرحلة 11 من حقل "بارس" الجنوبي.
ويعدّ استخراج الغاز من هذا الحقل بمنزلة ضخ الأوكسجين في رئتي الاقتصاد الإيراني، فهو سيعود على خزينة الدولة بنحو 20 مليار دولار سنوياً، وسيوفّر قرابة 10 آلاف فرصة عمل دائمة للشباب الإيراني.
وأخيراً نجح الإيرانيون في إنجاز مشروع انتظروه 20 عاماً، في 20 شهراً فقط، وستنتج المرحلة 11 من حقل "بارس" الجنوبي 56 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، و50 ألف برميل من المكثفات الغازية، و750 طناً من الكبريت، ما يساعد على تغطية الاستهلاك الداخلي والمساعدة على التصدير.
تعقيدات سابقة عرقلت عملية استخراج الغاز من حقل "بارس"
وكانت إيران قد وقّعت في عام 2000 عقداً مع شركة "توتال" الفرنسية لإنشاء معمل لإنتاج الغاز المسال بطاقة 10 ملايين طن في المرحلة 11 لحقل "بارس" الجنوبي، ثم انضمت شركة "بتروناس" الماليزية أيضاً إلى هذا المشروع، لكن الشركة الفرنسية تقاعست فيما بعد عن التزاماتها، وطلبت 10 مليارات دولار، ولم يوافق الجانب الإيراني على الطلب الفرنسي.
وفي عام 2009 تقدّم الصينيون لإكمال المشروع بتكلفة 4 مليارات دولار، لكنها انسحبت أيضاً من المشروع فيما بعد.
وفي عام 2016 تقدّمت شركة "توتال" الفرنسية مرة أخرى لإكمال المشروع، ووقّعت عقداً بمقدار 4/8 مليار دولار بمشاركة شركتين صينية وإيرانية، لكن في عام 2018 أعلنت "توتال" أنها وبسبب الحظر الأحادي الأميركي، ولعدم حصولها على إعفاءات ستخرج من المشروع.
وفي عام 2019 انسحبت الشركة الصينية أيضاً من المشروع، وفيما بعد توقّف تنفيذ المشروع.
ورغم تأخّر إيران عن قطر لمدة 10 سنوات في استخراج النفط والغاز من حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر ، ورغم أن 30 بالمئة فقط من هذا الحقل يقع ضمن المياه الإيرانية ، ووجود شركات عملاقة عالمية في الجانب القطري من الحقل لاستخراج النفط والغاز والمنافسة مع إيران، لكن إيران الآن تنتج أكثر من قطر من هذا الحقل المشترك.
حقل "بارس" الجنوبي، هو الأكبر من نوعه في العالم، فكمية الغاز المكتشفة فيه، تقدّر بنحو ثمن احتياطي الغاز المكتشف في كل الكرة الأرضية.