اللاجئون السودانيون يعانون من ارتفاع إيجارات المساكن في القاهرة
العائلات السودانية الموجودة في القاهرة تقول إنه بعد بدء توافد السودانيين بكثرة، قرر مالكوا الشقق زيادة الإيجار إلى 18 ألف جنيه أي ما يعادل 582.5 دولاراً.
-
تلقت العائلات من الخرطوم نبأ تعرض بعض المنازل للسرقة والنهب
اضطُرت عائلات سودانية إلى مغادرة شققهم في القاهرة، بعد إصرار مالكي العقارات على مضاعفة قيمة الإيجارات ثلاث مرات، مستغلين في ذلك توافد اللاجئين السودانيين إلى مصر، بعدما دمّرت الحرب بلادهم.
وقالت العائلات لوكالة "فرانس برس": "أتينا قبل حركة اللجوء الكثيفة واستأجرنا بستة آلاف جنيه (194 دولاراً) في الشهر لمدة 6 أشهر". ويوازي هذا المبلغ متوسط الدخل الشهري لعائلة مصرية، وفق الأرقام الرسمية.
وتابعت العائلات أنه بعد بدء توافد السودانيين بكثرة، قرر مالكو الشقق زيادة الإيجار إلى 18 ألف جنيه (582.5 دولاراً).
وفي الوقت نفسه تقريباً، تلقت العائلات من الخرطوم نبأ تعرض بعض المنازل للسرقة والنهب.
ووفق "فرانس برس"، رفضت العائلات زيادة الإيجار، خصوصاً وأنّ الشقق لا تستحق ذلك، وفقاً ما صرح الأهالي للوكالة، ما دفع أصحاب المنازل إلى مضايقة العائلات لإجبارها على الرحيل.
وأوضحت العائلات التي أجرت مقابلات مع "فرانس برس"، أن الماء والانترنت كانت تقطع عنهم في أغلب الأحيان.
وروى لاجئون آخرون أنهم واجهوا ظروفاً مماثلة في مصر، التي يعاني اقتصادها من تداعيات سنوات من الأزمات السياسية والهزات الأمنية والعنف، تلتها جائحة "كوفيد" ثم تأثيرات الحرب في أوكرانيا.
كذلك، فإنّ ملاّك العقارات، لا يترددون في رفع الأسعار، إذا سنحت لهم الفرصة، حتى وإن كان المستأجرون هاربين من الحرب.
وفقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته، مقابل العملة الأميركية قبل نحو سنة، بقرار من البنك المركزي، لتحقيق شرط مرونة سعر الصرف الذي وضعه صندوق النقد الدولي.
وارتفع معدل التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 36.8 % في حزيران/بونيو.
وينعكس هذا الوضع على اللاجئين الوافدين إلى مصر بعد أن أدّى النزاع في السودان إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين لجأ من بينهم، أكثر من 700 ألف إلى دول مجاورة، وفق المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
ووفق بيانات الأمم المتحدة ووزارة الخارجية المصرية، عبر إلى مصر أكثر من 250 ألف سوداني منذ بدء الحرب في 15 نيسان/أبريل.
ويسعى اللاجئون لاستئجار مساكن في مدينة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة، حيث يوجد مقر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
أما في أحياء وسط القاهرة الراقية، مثل الزمالك وغاردن سيتي، فلم ترتفع الإيجارات سوى بنسبة بسيطة، وفق أحد السماسرة.
وفي حي الدقي، ارتفعت قيمة إيجار الشقة المكونة من غرفتين، إلى 17 و18 ألف جنيه في الشهر.
وفي حي مصر الجديدة شرق العاصمة المصرية، ارتفعت الإيجارات في البنايات القديمة من 7 أو 8 آلاف جنيه إلى 12 ألف جنيه (388.3 دولاراً).