القلق الاقتصادي لدى الطبقة الوسطى في أميركا سيقرر مصير انتخابات 2024
وكالة "بلومبرغ" الأميركية، تسلّط الضوء على مخاوف الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة، وهي الطبقة التي يعتمد عليها الرئيس جو بايدن لإنجاح حملته الرئاسية.
الرئيس الأميركي، جو بايدن، مهووسٌ بالطبقة الوسطى في الولايات المتحدة، لأنّها العمود الفقري لاقتصاد البلاد، لذلك فهو يعتمد عليها لإنجاح حملته الانتخابية للاستحقاق الرئاسي في عام 2024، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
ويعدّ بايدن أكثر رئيس أميركي دعماً للنقابات العمالية في تاريخ الولايات المتحدة، إذ أكّد أكثر من مرّة أنّ الطبقة الوسطى هي التي بنت أميركا. لذلك، سعى بايدن لإعادة كتابة السياسة الاقتصادية وبث الانتعاش الصناعي لمنافسة الصين، وفق "بلومبرغ".
اليوم، ومع استعداد بايدن لحملته الانتخابية لعام 2024، يُعاني الرئيس الأميركي من مشكلة الطبقة الوسطى. هذه الطبقة تتضمن نحو 100 مليون أميركي يتراوح دخلهم السنوي بين 45 - 180 ألف دولار وثروة تتراوح بين 100.000 ومليون دولار، وتظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها "بلومبرغ" أنّ لدى أفراد هذه الطبقة قلقاً مستمراً بشأن المستقبل.
ووفق الاستطلاعات التي أجريت في آذار/ مارس، وفي حزيران/ يونيو الماضيين، يقول نحو 39% فقط من هؤلاء الأميركيين إنّهم يتوقعون أن يتحسّن وضعهم في العام المقبل.
وبحسب "بلومبرغ" الأميركية، فإنّه اجتمع ارتفاع التضخم بعد وباء كوفيد-19، مع رد فعل الاحتياطي الفيدرالي (رفع أسعار الفائدة، وهي أسرع زيادة في أسعار الفائدة منذ الثمانينيات) لوضع الطبقة الوسطى في قبضة مالية.
وفي النتيجة، تمّ القضاء على أكثر من 2 تريليون دولار من الثروة التي تحتفظ بها الطبقة الوسطى منذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تنفيذ إجراءاته الأخيرة، وذلك وفقاً للبيانات التي جمعها الاقتصاديون في جامعة كاليفورنيا الأميركية.
إضافةً إلى ذلك، لا يزال العديد من الاقتصاديين يتوقعون حصول ركود اقتصادي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وألغت المحكمة العليا، يوم الجمعة الماضي، خطّة الرئيس بايدن لإعفاء ما يصل إلى 20 ألف دولار من قروض الطلاب لكل مقترض، وينتهي وقف سداد القروض الطلابية في تشرين الأول/ أكتوبر.
في المقابل، يُجادل مسؤولو البيت الأبيض بأنّ الطبقة الوسطى الأميركية أفضل حالاً اقتصادياً بشكلٍ لا لُبس فيه مما كانت عليه حتى قبل وباء كوفيد 19.
المسؤولون يُجادلون بأنّ الضربة التي لحقت بالثروة والتي بدأت في آذار/ مارس 2022، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، هي ببساطة انعكاس لصرف الطبقة الوسطى مدخراتها الزائدة، لكنّهم يُقرّون أيضاً بأنّ العديد من عائلات الطبقة المتوسطة لا تزال تشعر بالقلق بشأن الاقتصاد.