العالم يتسابق نحو تبني العملات الرقمية المشفرة برغم الخسائر
في الوقت الراهن يزداد طلب شركات التجزئة والشركات الصغيرة على دمج أنظمة الدفع بواسطة العملات الرقمية المشفرة في منصاتها.
لم تخرج العملات الرقمية المشفرة من حالة التراجع الكبير المرتبط بحالة قلق شديدة لدى المستثمرين عبر العالم قبل ركود مرتقب. ومع ذلك، فإن تبني العملات الرقمية المشفرة في أوجّه لدى الشركات العابرة للحدود، ولم يتأثر تبني هذه العملات في الأعمال بتراجع قيمتها السوقية، ما يؤكد أنها حاجة للحاضر والمستقبل القريب، بغض النظر عن الخسائر المرحلية التي تتكبدها.
ففي العام 2014، عقدت "مايكروسوفت" شراكة مع منصة Bitpay للسماح لمستخدمي النظام الحاسوبي الأشهر في العالم بشراء تطبيقات وألعاب من متاجرها الإلكترونية بواسطة العملات الرقمية المشفرة.
ثم طورت مايكروسوفت من اعتمادها على تقنية "بلوكتشين"، التي تستند إليها العملات الرقمية المشفرة، وأطلقت خدمة سحابية خاصة بتطوير تطبيقات التقنية، ما يعني توفير فرص هائلة بالنسبة للمبرمجين والمطورين.
وفي مطلع العام 2020، أعلنت سلسلة مطاعم "برغر كينغ" الأميركية قبول مدفوعات بالعملات الرقمية المشفرة في عدد من فروعها في فنزويلا.
وفي نهاية العام 2020، دخلت شركة "بايبال" سوق العملات الرقمية المشفرة بدمج هذه العملات في حسابات المستخدمين والسماح بعمليات التداول عبر المنصة العملاقة التي يستخدمها أكثر من 346 مليون حساب ناشط، بحجم تعاملات يتجاوز 222 مليار دولار في الربع الأول من العام 2021 وحده.
وسبق ذلك اعتماد "ستارباكس" العملات المشفرة لدفع ثمن القهوة في فروعها عبر العالم. وفي حين أن خطوة ستارباكس لا تُعتبر تبنياً مباشراً للعملات الرقمية المشفرة، كما هو الحال بالنسبة لـ"بايبال"، ولكن نفس السماح بالشراء عبر هذه العملات يعني المساهمة في اعتمادها كبديل للدفع على مستوى البشرية جمعاء.
النماذج أعلاه مثال على تبني شركات عالمية من مختلف المجالات العملات الرقمية المشفرة، بغض النظر عن حالة الصعود والهبوط المألوفة التي تشهدها هذه العملات بشكل دائم.
وفي الوقت الراهن، يزداد طلب شركات التجزئة والشركات الصغيرة على دمج أنظمة الدفع بواسطة العملات الرقمية المشفرة في منصاتها، كما يشهد هذا القطاع نمواً هائلاً في الخدمات العامة كنقل الركاب والمرافق المخصصة لخدمة الزبائن بشكل واسع.
ومن الواضح أن إقبال الشركات على العملات الرقمية المشفرة مرتبط بشكل رئيسي بالأمان الذي توفره تقنية "بلوكتشين" التي تعتمد عليها هذه العملات، بسبب لامركزيتها واستحالة اختراقها نظرياً، كما كفاءة حفظها لسجلات جميع التعاملات التي تتم بواسطتها.
وتُظهر تقارير أميركية أن حجم سوق "بلوكتشين" في الربع الأول من العام الجاري تجاوز ما قيمته 9 مليارات دولار تمت معظم تداولاتها بالعملة الأميركية.