أكثر من 50 شركة روسية في هافانا للبحث في فرص الاستثمار
بُعيد إعلان روسيا وكوبا في نهاية 2022 عزمهما على تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بينهما، ممثلون عن نحو 50 شركة روسية يزورون هافانا للمشاركة في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي الكوبي الروسي، والبحث عن الاستثمار في الجزيرة.
يزور ممثلون عن نحو 50 شركة روسية هافانا، منذ أمس الأربعاء، بحثاً عن فرص تجارية واستثمارية في الجزيرة، في مؤشر إضافي إلى مساعي التقارب بين موسكو وهافانا.
وخلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الكوبي الروسي للأعمال المنعقد، والذي يستمر حتى غدٍ الجمعة، تحدث أحد نواب الرئيس الكوبي، ريكاردو كابريساس، عن "المشاركة الهامة لقطاع الشركات الروسي، ما يستجيب لسياسة أرسيت بين البلدين".
وشدّد ممثل الشركات لدى الكرملين، بوريس تيتوف، على أنّ زيارة الرئيس الكوبي، ميغيل دياز-كانيل، إلى موسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، "أتاحت احتمالات كبرى للشركات الروسية، ومن أجل تطوير مشاريع مشتركة".
وقال تيتوف الذي يزور كوبا للمرة الثانية منذ كانون الثاني/يناير الماضي، أنّ هذه الزيارة التي التقى خلالها دياز كانيل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "سمحت ببدء مرحلة جديدة من تطوير علاقاتنا"، مؤكداً: "لدينا طاقات كبرى".
ويجمع المنتدى الاقتصادي للأعمال 52 شركة روسية و106 شركات كوبية، وسيليه اجتماع للجنة الشركات الكوبية الروسية، يشارك فيه نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري تشيرنيشنكو، وفق الصحافة الكوبية.
وتجري هذه اللقاءات بعد زيارة قام بها عدد من كبار المسؤولين الروس إلى كوبا خلال الأشهر الماضية، وبينهم وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ورئيس مجلس النواب، فياتشيسلاف فولودين، والمستشار الاقتصادي للرئاسة، ماكسيم أورشكين.
وفي نيسان/أبريل الماضي، استقبل الجنرال راؤول كاسترو روز، والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، ورئيس الجمهورية، ميغيل دياز كانيل بيرموديز، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قام بزيارة للجزيرة، ضمن جولة يقوم بها في أميركا اللاتينية.
وأعلنت روسيا وكوبا في نهاية 2022 عزمهما على تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بينهما، في ظل "الإرادة المشتركة في تعميق الحوار السياسي والروابط الاقتصادية والتجارية والمالية وروابط التعاون".
وأكّد بوتين، أنّ "روسيا عارضت دائماً مختلف أنواع القيود والحظر والحصار على كوبا"، مشيراً إلى أنّ "هافانا تتخذ الموقف نفسه تجاه موسكو".
فيما أشار دياز كانيل إلى أنّ كوبا، مثل روسيا، تعيش في ظل قيود اقتصادية خارجية، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة فرضت، خلال الأعوام القليلة الماضية، أكثر من 200 عقوبة على البلاد.
وتواجه كوبا أسوأ أزمة اقتصادية منذ سقوط الكتلة السوفياتية في التسعينيات، مع انقطاعات متكررة في المواد الغذائية والأدوية والوقود، تحت تأثير الحظر الأميركي المعزز على الجزيرة وتبعات وباء كوفيد-19 ونقاط الضعف الاقتصادية الهيكلية الداخلية.
اقرأ أيضاً: وثائقي "Enigma" عبر الميادين: استعمار كوبا وجذور الثورة (الحلقة الأولى)
ووصل حجم المبادلات الاقتصادية بين كوبا وروسيا في 2022 إلى 450 مليون دولار، بزيادة ثلاثة أضعاف عما كان عليه في 2021، بحسب الممثل التجاري الروسي الجديد في كوبا، سيرغي بالدين، الذي تولى مهامه للتو في الجزيرة الشيوعية.
وأوضح بالدين أنّ مبيعات النفط وزيت الصويا شكّلت 90% من هذه المبادلات التجارية. وكان لافروف قد كشف خلال مؤتمر صحافي خلال زيارته إلى كوبا أنه منذ الزيارة التي أجراها دياز كانيل إلى روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 "تمّ إحراز تقدّم كبير، خصوصاً على صعيد إمداد كوبا بالوقود والأغذية".
وفي شباط/فبراير الماضي، أرسلت روسيا إلى كوبا 25 ألف طن من القمح من دون مقابل، بينما تصدّر كوبا إلى روسيا الروم والبن والتبغ.
ويشار إلى أنه في 17 أيار/مايو 2022، رفعت الولايات المتحدة بعض العقوبات عن كوبا، ورحّبت هافانا بالخطوة ووصفتها بـ"خطوة محدودة في الاتجاه الصحيح".