أسهم البنوك تتراجع وسط مخاوف جديدة من مخاطر الديون
أسهم البنوك تتراجع مع انحسار الهدوء الأولي الذي أعقب صفقة استحواذ بنك "يو بي أس" على "كريدي سويس" المتعثّر، وتحوّل التركيز إلى الخسائر الكبيرة التي سيتحمّلها بعض حاملي سندات الأخير.
تراجعت أسهم البنوك، اليوم الاثنين، مع انحسار الهدوء الأولي الذي أعقب صفقة تاريخية مدعومة من السلطات السويسرية، لإنقاذ بنك "كريدي سويس" المتعثّر من جانب منافسه "يو بي أس"، وبروز مخاوف جديدة من مخاطر الديون مرتفعة العائد التي أصدرتها البنوك الكبرى.
وفي حزمة تحت إشراف الجهات التنظيمية السويسرية، أُعلنت أمس الأحد، سيدفع "يو بي أس" ثلاثة مليارات فرنك سويسري، ما يعادل 3.23 مليار دولار، لشراء "كريدي سويس"، متحملاً خسائر تصل إلى 5.4 مليار دولار.
ورغم تعزيز الإجراءات المشتركة للبنوك المركزية الكبرى ثقة المستثمرين في مستهل التعاملات الآسيوية، فقد انحسرت موجة الصعود سريعاً مع تحوّل التركيز إلى الخسائر الكبيرة التي سيتحمّلها بعض حاملي سندات "كريدي سويس" بموجب صفقة الاستحواذ.
وبمقتضى الصفقة، قرّرت الجهة التنظيمية للقطاع المالي في سويسرا، تقدير قيمة سندات إضافية من الفئة الأولى أصدرها "كريدي سويس"، بقيمة 17 مليار دولار عند الصفر، وهو ما أثار غضب بعض حاملي السندات، الذين ظنوا أنّهم سيحصلون على حماية أكبر مما يحصل عليه المساهمون في الصفقة.
وزادت المخاوف بشأن ما قد تعنيه هذه الخطوة للسندات الإضافية، من الفئة الأولى التي أصدرتها بنوك أخرى، القلق المستمر بشأن مجموعة من المخاطر، بينها انتقال الأزمة عبر القطاع المصرفي، وهشاشة البنوك المحلية في الولايات المتحدة الأميركية، ومخاطر أخلاقية.
وهبطت أسهم "ستاندرد تشارترد" و"إتش أس بي سي" أكثر من 6% لكل منهما في هونغ كونغ، مسجّلة أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين.
ويواجه "إتش أس بي سي" احتمال تسجيل أكبر تراجع في يوم واحد خلال ستة أشهر. وتراجع مؤشر "إم أس سي آي" لأسهم القطاع المالي في آسيا، عدا اليابان، بنسبة 1.3%.
تدخّل مُنسَّق
وفي رد فعل عالمي لم يحدث منذ كانت الجائحة في ذروتها، قال البنك المركزي الأميركي إنّه انضم إلى البنوك المركزية في كندا وإنكلترا واليابان والاتحاد الأوروبي وسويسرا، في إجراء مُنسَّق لتعزيز السيولة بالسوق.
ويشمل هذا الإجراء القيام بسلسلة من عمليات مبادلات العملة المنسّقة لضمان حصول البنوك على الدولارات، التي تحتاجها لتسيير عملياتها، في سعي لمواجهة أزمة ثقة سريعة الانتشار في النظام المالي.
من جهته، تعهّد البنك المركزي الأوروبي بتقديم قروض لدعم بنوك منطقة اليورو إذا لزم الأمر، مضيفاً أنّ إنقاذ سويسرا لبنك "كريدي سويس" كان "مهماً" لاستعادة الهدوء.
ويهدف الاندماج المصرفي القسري في سويسرا، المدعوم بضمانات حكومية ضخمة، إلى المساعدة على منع يمكن أن تكون واحدة من أكبر الانهيارات المصرفية منذ انهيار بنك "ليمان براذرز" في 2008.
وساعد الضغط على "يو بي أس" على إتمام اتفاق أمس الأحد. وقال رئيس مجلس إدارة "يو بي أس" كولم كيليهر للصحافيين، في مؤتمر عبر الهاتف، إنّ "هذا يوم تاريخي في سويسرا"، وأوضح أنّه "رغم أنّنا لم نكن الطرف الذي بادر بفتح المحادثات، نعتقد أنّ هذه الصفقة جذابة مالياً بالنسبة لمساهمي "يو بي أس"".
مشكلات مستمرة
ولا يزال القطاع المصرفي الأميركي يعاني من بعض المشكلات، إذ استمرت الضغوط على أسهم البنوك على الرغم من تحرك عدة بنوك كبرى لإيداع 30 مليار دولار في بنك "فيرست ريبابليك" الذي تأثر بانهيار بنكي "سيليكون فالي" و"سيغنتشر".
وخفضت وكالة "ستاندرد أند بورز جلوبل"، أمس الأحد، التصنيف الائتماني لبنك "فيرست ريبابليك"، وقالت إنّ ضخ الودائع قد لا يحل مشكلات السيولة التي يواجهها.
وبرزت مخاوف بشأن ما سيحدث في المرحلة التالية في "كريدي سويس"، وما يعنيه ذلك للمستثمرين والعملاء والموظفين.
وقال "كريدي سويس" في مذكرة للموظفين إنّه بمجرد إتمام صفقة الاستحواذ، قد يرغب بعض عملاء قسم إدارة الثروات في نقل بعض أصولهم إلى بنك آخر، إن كان لديهم مخاوف بشأن تركّز أصولهم في بنك واحد.