"UNHERD": البنوك المركزية الغربية أكثر انقساماً من أي وقت مضى

موقع "UNHERD" البريطاني ذكر أنّ الجبهة المشتركة لمحافظي البنوك المركزية الغربية بدأت في "التلاشي" مع الدخول في عالم ما بعد جائحة "كورونا".

  • البنوك المركزية الغربية أصبحت أكثر انقساماً من أي وقت مضى

تحدث موقع "UNHERD" البريطاني، اليوم الجمعة، عن تفاقم الاختلافات بين محافظي البنوك المركزية الغربية في الآونة الأخيرة.

وذكر الموقع أنه حتى وقت قريب، مع انقسام العالم إلى كتل متنافسة، بدا محافظو البنوك المركزية الغربية وكأنهم يقدمون "انسجاماً عالمياً نادراً". 

وأضاف أنّ "سياساتهم استمدّت من المنبع المشترك لنظرية الاقتصاد الكلي التقليدية، وكانوا يخوضون المعارك نفسها إلى حد كبير: التعافي أولاً من الأزمة المالية لعام 2008، ثم تجنب انهيار الاقتصاد العالمي في الأيام الأولى لفيروس "كوفيد-19"، وأخيراً الاختناق من ارتفاع التضخم الذي جاء في وقتٍ لاحق من الوباء". 

وبحسب ما تابع، بدأت تلك الجبهة المشتركة في "التلاشي" مع الدخول في عالم ما بعد الجائحة، مشيراً إلى أنّ محافظي البنوك المركزية يواجهون الآن مشاكل مختلفة.

وأوضح الموقع أنّ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يواجه انتعاشاً اقتصادياً أقوى مما كان متوقعاً، مما يثير المخاوف من عودة التضخم. وفي المقابل، يواجه البنك المركزي الأوروبي انهياراً داخلياً وانكماشاً محتملاً في أكبر اقتصاد لديه، ألمانيا. 

ومن ناحية أخرى، "يتصارع بنك إنكلترا مع شبح العودة إلى الركود التضخمي في بريطانيا، وهو شبح يزيد من احتمالات الركود والتضخم، الأمر الذي يجعل الخيارات السياسية أكثر صعوبة"، وفق الموقع. 

ولفت إلى أنه يبدو من غير المرجح أكثر من أي وقت مضى، أن تكون هناك سياسة واحدة تناسب جميع الأنظمة. ومن ناحية أخرى، ومع تعرض البنوك المركزية للضغوط من قِبَل الساسة، فربما نتراجع من عصر استقلال البنوك المركزية نحو نموذج ما قبل الثمانينيات، عندما قدّمت الحكومات المزيد من التوجيه.

وأشار الموقع إلى أنه مما يزيد من تفاقم الاختلافات، أنّ النماذج القياسية التي اعتمدت عليها البنوك المركزية لم تنجح تماماً كما توقعت، مضيفاً أنّ البنوك اعتمدت على الأدوات القياسية للتوصل إلى استنتاج مفاده أنّ الارتفاع الأخير في التضخم سيكون عابراً.

ولفت إلى أنّ "الآن بعد أن ثبت خطأهم، لا يمكنهم الاتفاق على السبب".

من جهة أخرى، يبدو أنّ الأداة التقليدية لإدارة الاقتصاد الكلي التي تستخدمها البنوك المركزية، وهي أسعار الفائدة، لا تعمل كما هو متوقع.

وبحسب الموقع، "يثير هذا احتمال أن تكون تجربة التيسير الكمي في مرحلة ما بعد الأزمة المالية، والتي تدخلت خلالها البنوك المركزية بشكلٍ مباشر في أسواق السندات لجلب الأموال إلى التداول، قد غيرت قواعد اللعبة على نحو لم تفهمه البنوك المركزية بعد".

وأوضح أنّ هذا بدوره يثير الاحتمال المثير للقلق، المتمثل في وجود أشياء مجهولة غير معروفة، مثل تجاوز البنك المركزي لهدفه والتسبب في الانهيار، أو نقصه واحتجاز التضخم.

اقرأ أيضاً: اقتصاد ألمانيا يُخيّب الآمال... فكيف الحال في فرنسا وإسبانيا؟

اخترنا لك