لأول مرة منذ تفشي كورونا.. قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون وجهاً لوجه في بروكسل

بعد تفشي فيروس كورونا المستجد قبل 5 أشهر، قادة دول الاتحاد الأوروبي يجتمعون لأول مرة وجهاً لوجه ويباشرون مفاوضات شاقة بشأن خطة الانعاش الاقتصادي لمساعدة بلدانهم المتضررة من الجائحة، فيما تخشى دول أوروبية عدة من موجة وبائية ثانية.

  • المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس القبرصي وسلام بالمرفق (أ ف ب)
    المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس القبرصي وسلام بالمرفق (أ ف ب)
  • قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون لأول مرة وجهاً لوجه منذ خمسة أشهر (أ ف ب)
    قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون لأول مرة وجهاً لوجه منذ خمسة أشهر (أ ف ب)

اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي وجهاً لوجه في بروكسل لأول مرة اليوم الجمعة في اختبار مهم للدبلوماسية العالمية في زمن جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث اختاروا إلقاء التحية على بعضهم البعض من خلال لمس مرافقهم.

واجتمع قادة الدول والحكومات الأوروبيون الـ27 في لقاء مباشر للمرة الأولى منذ فرضت دول حول العالم في آذار/مارس تدابير إغلاق بهدف احتواء تفشي الفيروس.

وباشر القادة مفاوضات شاقة بشأن خطة الانعاش الاقتصادي المناط بها مساعدة بلدانهم المتضررة بشدة من "كوفيد-19" الذي يواصل انتشاره حول العالم خصوصاً في الولايات المتحدة والهند والبرازيل، فيما تخشى دول أوروبية من موجة وبائية ثانية.

ولا يوجد إجماع على خطة الإنعاش بين قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 لذلك. وقد لا تكون هذه القمة الاستثنائية التي تستغرق يومين أو ثلاثة أيام، اجتماعهم الأخير.

والاختلافات عميقة بين مؤيدي الخطة التي ينبغي أن تستفيد منها دول الجنوب وفي مقدمتها إيطاليا وإسبانيا، والدول الملتزمة بأسس الميزانية الأوروبية والمعروفة باسم الدول "المقتصدة".

وقدّر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، زعيم بلدان الشمال "المقتصدة"، فرص نجاح القمة "بأقل من 50%"، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المؤيدة للخطة إنها تتوقع "مفاوضات صعبة للغاية".

من جانبه، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "لحظة الحقيقة والطموح بالنسبة لأوروبا".

وأصرّ الاتحاد الأوروبي على أنه يمكن وصف القمة بأنها "الأكثر نظافة على الإطلاق"، إذ أظهرت صور على موقع "تويتر" الموظفين وهم يمسحون قاعة المؤتمرات بالمناديل والبخاخات عالية الضخ. كما أظهرت صور أخرى العمال وهم ينظفون أيديهم باستمرار.

ودخل القادة قاعة القمّة في مبنى "يوروبا" حيث كان في استقبالهم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بانحناءة صغيرة ولمسة مرفق.

ووضع المجتمعون الكمامات خلال مراسم الاستقبال أمام الكاميرات، حيث ألقوا التحية على نظرائهم الذين لم يلتقوهم كمجموعة منذ شباط/فبراير.

ووضع البعض، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، كمامة من النوع الشائع الذي يمكن العثور عليه في الصيدليات المحلية. فيما فضّل آخرون مثل رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل، ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف، وضع كمامات مصممة حسب الطلب تحمل أعلام بلدانهم الوطنية أو شعاراتها.

وقدّم رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية للتكتل  لاحقاً من ألمانيا في غضون ستة أشهر، علبة فخمة من الكمامات لكل من نظرائه مزيّنة بأعلام بلدانهم.

وكانت المفوضية الأوروبية، قد كشفت في 27 أيار/مايو الماضي عن خطة انتعاش استثنائية بقيمة 750 مليار يورو من أجل النهوض بالاقتصادات الأوروبية التي شلتها جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" مثل سائر دول العالم.

ومن بين أكثر البلدان تأثراً بالأزمة الصحية، تستحوذ إيطاليا وإسبانيا اللتان رحبتا بالخطة على "نصيب الأسد" منها وستتمكنان من الحصول على أكثر من 172 و140 مليار يورو على التوالي. أما فرنسا فهي رابع المستفيدين بعد بولندا مع إعانات وقروض تصل إلى 38,7 مليار دولار.

وفي جميع أنحاء العالم، وحتى في الدول التي قاومت أنظمتها الصحية الأزمة، تراجعت المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية بشكل حاد جراء تفشي فيروس كورونا. 

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.

اخترنا لك