تقرير: العقوبات الغربية ستضرّ بأوروبا هذا الشتاء مع ارتفاع قياسي في أسعار الطاقة
موقع "UNHERD" البريطاني يقول إنّ ارتفاع أسعار الطاقة يُنذر بالمشاكل المقبلة بالنسبة لأوروبا مع اقتراب الأشهر الباردة.
تحدّث موقع "UNHERD" البريطاني، أمس الأربعاء، عن وجود اضطرابات تلوح في الأفق في الغرب مع وصول النفط إلى أعلى مستوياته سنة 2023.
وذكر الموقع أنّ أسعار النفط ارتفعت فوق 90 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في 2023، مشيراً إلى أنّ "شعور روسيا بالثقة الكافية لتمديد تخفيضات الإنتاج يشير إلى أنّ تأثير العقوبات الغربية ضئيل للغاية، مع إعادة توجيه موسكو لصادراتها بشكل متزايد نحو آسيا".
وأضاف الموقع أنّ هذا يطرح السؤال التالي: "من الذي يتضرّر حقاً من هذه العقوبات؟"، لافتاً إلى أنّ التعاون المتزايد في إنتاج إمدادات النفط بين "أوبك" وروسيا يعكس أيضاً تدهور العلاقات بين واشنطن والرياض.
وأشار إلى أنّ "الأمر الأكثر أهمية هو أنّ ارتفاع أسعار الطاقة ينذر بالمشاكل المقبلة بالنسبة لأوروبا مع اقتراب الأشهر الباردة"، مضيفاً أنّ هذا "قد يؤثر في نهاية المطاف على الدعم الغربي لجهود الحرب في أوكرانيا".
وبحسب ما تابع، فإنّ ارتفاع أسعار الطاقة، ونهاية "موسم القيادة" الصيفي (استهلاك الوقود في أعلى مستوياته) في الولايات المتحدة سوف يتصادم مع الآمال في قدرة الغرب على تخفيف تشديد إجراءات مكافحة التضخم.
ولفت إلى أنّ هذا "سوف يشكّل مشكلة خاصة بالنسبة لأوروبا، التي تظل الدولة المتقاعسة اقتصادياً بين الكتل التجارية الثلاث الرئيسية في الاقتصاد العالمي".
ووفق الموقع، "تبدو ألمانيا، القاطرة التقليدية للاتحاد الأوروبي، معرّضة للخطر بشكل خاص: ففي تموز/يوليو ارتفعت حالات إفلاس الشركات بنسبة 23.8% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وحتى قبل هذا الارتفاع الأخير في أسعار النفط، توقّع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 0.3% هذا العام".
كذلك، لفت إلى أنّ استراتيجيات تنويع مصادر الطاقة في أوروبا تتلقّى الآن ضربة قوية، مشيراً إلى أنّ "أحدث الإحصائيات كانت مذهلة: ففي خضم الحرب الأوكرانية، تصدّر روسيا الأسمدة الرخيصة إلى ألمانيا بنسبة 334%".
وتابع بالقول إنه "سواء شاءت واشنطن ذلك أم لا، فقد انهار إنتاج الأسمدة الألمانية، وهذا يفتح الباب تلقائياً أمام المصادر الروسية".
وبحسب الموقع، فكل هذه العوامل يمكن أن تؤثر على تماسك حلف "شمال الأطلسي" في المستقبل، وخاصة فيما يتعلق بالعقوبات، مؤكداً أنه "كان للارتفاع في أسعار الطاقة دور كبير في تسليط الضوء على التناقض بين التأثيرات الخافتة نسبياً للعقوبات المفروضة على روسيا وتأثيراتها الأكثر ضرراً على أوروبا، وهو ما يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه العقوبات ستستمر".
يُشار إلى أنّ الاتحاد الأوروبي فرض على روسيا 11 حزمة من العقوبات شملت استهداف صادرات النفط الرئيسية لموسكو، وقطع بنوكها عن نظام "سويفت" لتحويل الأموال واستهداف شخصيات روسية هامة، منها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد صرّح المسؤولون الأوروبيون غير مرة بأنّ العقوبات الغربية تهدف إلى إضعاف روسيا، لكن نتائجها جاءت عكسية، وأثَّرت في اقتصاد أوروبا وأضعفته.