"UNHERD": الاقتصاد الألماني الفاشل سيدفع أوروبا نحو اليمين
موقع "UNHERD" البريطاني يقول إنّ سبب تخفيض المفوضية الأوروبية توقّعاتها للنمو في منطقة اليورو لعام 2023، هو بدء فقدان الزخم في الاقتصاد الألماني.
ذكر موقع "UNHERD" البريطاني، أنّ المفوضية الأوروبية أعلنت هذا الأسبوع، أنها خفّضت توقّعاتها للنمو في منطقة اليورو لعام 2023. في المقابل، حدّدت اللجنة السبب الرئيسي للتخفيض، وهو أنّ ألمانيا، أكبر وأهم اقتصاد في الكتلة، بدأ يفقد زخمه.
وأورد الموقع أنّ "المشاعر السائدة بين قادة الصناعة في برلين، لم تصل بعد إلى حالة من الذعر الكامل، لكنها تتحرّك في هذا الاتجاه، إذ انخفض النشاط التجاري بوتيرة شوهدت آخر مرة في عام 2020، وتفكّر 43.4% من الشركات في نقل قدراتها الإنتاجية إلى الخارج".
وبحسب ما تابع، فإنه لسوء الحظ بالنسبة لأوروبا، إذا ما كان الاقتصاد الألماني "يتجه نحو الأسفل"، فإنها مسألة وقت فقط قبل "أن يسحب الباقي معه".
كذلك، أشار إلى أنّ تشاؤم المنتجين يتسرّب الآن إلى المستهلكين، وتُظهر الأرقام أنه منذ عام 2019، كان الاستهلاك الخاص في ألمانيا راكداً، حيث كان الإنفاق الحكومي بمثابة المحرك الأكثر أهمية للنمو الضئيل هناك.
ولفت الموقع إلى أنّ الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة، تمرّ بحالة من "السقوط الحرّ"، مع تراجع النشاط الصناعي الآن إلى ما دون مستويات "عصر كوفيد".
وأضاف أنّ أنصار حماية البيئة كانوا يحتفلون بالحصة المتزايدة لمصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء، ولكن هذا "النجاح" يأتي بثمن باهظ على نحوٍ متزايد، موضحاً أنه "مع انهيار الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، فإنّ الاستهلاك الإجمالي للكهرباء والطاقة آخذ في الانخفاض".
لكن انخفاض الطلب على الطاقة، يعني أيضاً نشاطاً اقتصادياً أقلّ، وبالتالي ازدهاراً أقلّ، وهو ما يحدث في الوقت الفعلي الآن، وربما بدأت الطبقة الوسطى في الانكماش كنتيجة لذلك، وفق الموقع.
وأكد الموقع أنّ كل هذا يخلّف عواقب سياسية أيضاً، حيث أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا على وشك الفوز بأول انتخابات بلدية له، في حين يتقدّم اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا.
وكما ذكرت "بلومبرغ"، فإنّ الأحزاب الهامشية السابقة، أصبحت الآن بين المجموعات السياسية الثلاث الأكثر شعبية في ما يقرب من نصف أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وبالنظر إلى أنّ منطقة اليورو لم تدخل بعد في مرحلة الركود بشكل كامل، فإنّ الوضع لا يزال أمامه مجال لمزيد من التدهور. وإذا كانت القيادة الحالية في بروكسل راغبة في "تجنّب موجة اليمين" في انتخابات البرلمان الأوروبي في العام المقبل، فيتعيّن عليها أن تبدأ في إقناع برلين بالتخلي عن سياساتها الاقتصادية "الانتحارية" الحالية.
ووفق "UNHERD"، فإنّ هذه الخطط، تهدّد بجرّ الاتحاد الأوروبي بأكمله إلى انكماش اقتصادي طويل الأمد.