ما ضريبة استغناء شركة بوينغ للطيران عن التيتانيوم الروسي؟
منذ أيام، أعلنت شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات تعليق مشترياتها من معدن التيتانيوم من روسيا، فماذا عن ضربية هذا الاستغناء؟ وكم صدرت روسيا من هذه المادة إلى العالم؟
أعلنت شركة "بوينغ" الأميركية لصناعة الطائرات، منذ أيام، تعليق مشترياتها من معدن التيتانيوم من روسيا، في سياق العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جراء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
المتحدثة باسم الشركة قالت إنّ "بوينغ" تحصل على نحو ثلث وارداتها من التيتانيوم من روسيا، بينما تستورد الباقي من الولايات المتحدة واليابان والصين وكازاخستان. وقالت أيضاً: "يوفر مخزوننا وتنوع مصادر التيتانيوم إمدادات كافية لإنتاج الطائرات، وسنواصل اتخاذ الخطوات الصحيحة لضمان استمرارية طويلة الأجل".
لكن قبل أيام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تحدث موقع "rueconomics"عن المخاطر التي تتعرض لها شركة "بوينغ" جراء فرض عقوبات أميركية قاسية على روسيا.
وحذّرت الشركة الرائدة في صناعة الطيران الأميركية من أنَّ الصراع بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا ينذر بعواقب وخيمة عليها، بما أنّها تعتمد على إمدادات التيتانيوم الروسي.
كما لفتت تقارير عديدة إلى أنَّ شراكة التيتانيوم جاءت كنتيجة لتعميق العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، إذاستثمرت "بوينغ" بكثافة في روسيا وأوكرانيا، وفتحت مكاتب للمهندسين وموظفي دعم للعملاء في كلا البلدين.
ووفق مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولين في الصناعة قالوا إنّ "بوينغ"، مثل شركات الطيران الأخرى، كانت تخزن التيتانيوم في الأشهر الأخيرة، بينما تبحث عن موردين إضافيين إذا ردَّت روسيا على العقوبات الغربية بقطع إمداداتها.
صادرات روسيا من التيتانيوم
في آخر إحصاء رسمي روسي نشر في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021، بلغت صادرات التيتانيوم الروسية في ذلك الشهر 39.5 مليون دولار، وبلغت الواردات 9.6 مليون دولار، ما أدى إلى ميزان تجاري إيجابي قدره 29.9 مليون دولار.
بين كانون الأول/ديسمبر 2020 وكانون الأول/ديسمبر 2021، زادت صادرات التيتانيوم الروسي بمقدار 4.9 ملايين دولار (14.2%)، من 34.6 مليون دولار إلى 39.5 مليون دولار.
ووفق الإحصاء، تم تصدير مادة التيتانيوم في شهر كانون الأول/ديسمبر 2021، في الغالب، إلى الولايات المتحدة (12.6 مليون دولار)، وألمانيا (9.03 ملايين دولار)، وفرنسا (5.24 ملايين دولار)، والمملكة المتحدة (3.02 ملايين دولار)، والنمسا (2.88 مليون دولار).
وبحسب مجلة "فوربس"، استوردت الولايات المتحدة 95% من التيتانيوم الذي تستهلكه في العام 2019، في وقت عانت الشركات الأميركية التي تستورد التيتانيوم من أجل صناعاتها، بسبب فرق الكلفة بين التيتانيوم المحلي (مرتفع السعر)، وذلك الآتي من روسيا (منخفض التكلفة).
وقد أغلقت شركة "Iluka Resources" منجمها "Old Hickory" في فرجينيا في العام 2016، وأوقفت شركة "Allegheny Technologies" منشأة تابعة لها للإسفنج المصنوع من التيتانيوم في ولاية يوتا في العام 2016، لأنها تستطيع أن تشتري مواد مستوردة بتكلفة أقل من تكلفة الإنتاج المحلية.
وخضعت شركة "Timet" التي أدارت آخر مصنع محلي للإسفنج المصنوع من التيتانيوم في هندرسون - نيفادا لتسريح جماعي لعمالها في العام 2020.
ميزات التيتانيوم واستخداماته
تتميز سبائك التيتانيوم بخصائص فريدة، فهي خفيفة الوزن، ولديها نسبة عالية جداً من القوة بالمقارنة مع وزنها. عادةً ما تكون كثافتها حوالى 60% من كثافة الفولاذ، وتتحمل درجات الحرارة العالية، ولديها مقاومة عالية للتأكل.
تسببت هذه الخصائص باستخدام المعدن على نطاق واسع في صناعة الطيران، وأوعية وأنابيب المعالجة الكيميائية ومكونات محطات الطاقة ومحطات تحلية المياه والتطبيقات الطبية مثل الغرسات والأجهزة الجراحية.
وتعتبر مطروقات سبائك التيتانيوم ذات أهمية خاصة في هياكل الهواء والمحركات. وهناك سمتان خاصتان للمعدن تجعله جذاباً بشكل خاص للطائرات المتطورة مثل "Boeing 787 و Airbus A350XWB"؛ الأول أن تسببه بحدوث تأكل عند ربطه بأجزاء من البلاستيك المقوى بألياف الكربون (CFRP)، مثل ألواح الهيكل والجناح أو أسطح التحكم، هو أمر غير محتمل. أما الخاصية الثانية الجذابة، فهي أن معاملات التيتانيوم الحرارية للتمدد تشبه إلى حد بعيد "CFRPs"، وهذا أمر مهم، لأن الطائرات تمر بتغيرات كبيرة في درجات الحرارة على مدار دورات الطيران العادية.
وتمثل سبائك التيتانيوم ما يقارب 15% من هيكل طائرة "بوينغ 787" من حيث الوزن. أما في "Airbus A350XWB"، فتبلغ النسبة حوالى 14%، وتستخدم في معدات الهبوط والأبراج والمرفقات ومحيط الأبواب والإطارات وأجزاء أخرى.
في الخلاصة، وفق موقع "إف إكس ستريت"، من المحتمل أن تشعر شركة "بوينغ" بالرياح المعاكسة من الارتفاع الحالي في أسعار النفط، على الرغم من عدم تأثرها بشكل مباشر، إلا أنَّ أسعار النفط المرتفعة ستنسحب على أسعار تذاكر الطيران، والتي من المحتمل أن ينخفض الطلب عليها.
وسيشهد هذا القطاع، وفق الموقع، انخفاضاً في الطلب غير المباشر على طائرات إضافية تؤثر في شركة "بوينغ" ومنافستها الرئيسية "إيرباص".
#Boeing Company Stock News and Forecast: $BA slips on Russian supply woes https://t.co/dCnPcJxKBIhttps://t.co/nWc0FLzIKm pic.twitter.com/6Dcyw0X7fD
— FXStreet News (@FXstreetNews) March 8, 2022