"دير شبيغل": أوروبا تخاطر بخسارة سباق الليثيوم
مجلة "دير شبيغل" الألمانية تتحدث عن السباق العالمي على المواد الخام في وقتٍ بدأت ألمانيا العمل على أول مصفاة لليثيوم في أوروبا.
ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أنّ "معجزة صناعية جديدة تتشكل في ألمانيا، حيث أول مصفاة لليثيوم في أوروبا".
وأوضحت المجلة أنّ مشروع بناء المصفاة الألمانية، يديره هاينز سي شيملبوش، وهو المدير السابق للمجموعة الصناعية الألمانية "Metallgesellschaft"، التي كانت ذات يوم واحدة من أكبر الشركات في البلاد.
وتأمل الشركة، المسماة "Advanced Metallurgical Group"، أو "AMG" اختصاراً، في البدء في إنتاج هيدروكسيد الليثيوم هذا العام، إذ وضعت الشركة خطة لتكرير 20.000 طن من هيدروكسيد الليثيوم سنوياً، وهو ما يكفي لنصف مليون سيارة كهربائية.
وأضافت أنّ "الليثيوم المكرر سيأتي من مناجم البرازيل، ولكن قد يتم الحصول عليها يوماً ما من مناجم في ألمانيا نفسها".
ويأتي ذلك في وقتٍ تمثل الإمدادات الموثوقة من المواد الخام اللازمة لاقتصاد المستقبل حالياً أحد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
ولأنّ الصين هي الرائدة حالياً في هذا المجال، حذّر مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي مؤخراً من أنّ "بكين قد تسعى للاستفادة من موقعها في السوق بشأن البطاريات والخلايا الشمسية".
يصف بيتر بوخهولز، رئيس وكالة الموارد المعدنية الألمانية، وهي منصة إعلامية واستشارية تديرها الدولة، الوضع الحالي بأنّه "منافسة منهجية". ويقول إنّه قد "مضى وقت طويل على قيام الشركات الألمانية باستثمار مبالغ كبيرة من المال لضمان الإمدادات المستقبلية من المواد الخام".
بدلاً من مجرد شراء ما يحتاجون إليه في الأسواق العالمية، يقول بوخهولز إنّه "يجب عليهم الاستثمار في الاستغلال والصقل، بما في ذلك شراء حصص الملكية في المناجم".
ويضيف بوخهولز: "يتم حالياً تقسيم أفضل المشاريع، والمنافسون من الصين يعملون بالفعل. وإذا لم يسرع الألمان، فستختفي أفضل الودائع والمواد".
وبغض النظر عمّا إذا كان تصنيع الليثيوم سيكون في تشيلي أو ألمانيا الشرقية، فإنّ خطر الفشل هائل في تجارة المواد الخام، بحسب "دير شبيغل".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "قد يستغرق تطوير وديعة جديدة ما يصل إلى 10 سنوات، ما يعني أنّه قبل وصول طن من المعادن إلى المصانع في شتوتغارت أو فولفسبورغ أو ميونيخ، يجب القيام بعقد من الاستثمارات".
وتابعت: "يمكن أن تسوء جميع أنواع الأشياء في الطريق، ويمكن أن تكون الودائع أصغر من المتوقع، كما يمكن أن يتغير الإطار السياسي، ويمكن أن تنخفض أسعار السوق العالمية، ومعها التمويل".
وتعتزم ألمانيا مُزاحمة الصين التي تنشط على نطاقٍ واسع في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وتنافس الولايات المتحدة، ولا سيما أنّ المنطقة غنية بالمواد الأولية والمعادن النادرة كالليثيوم الذي يوصف بـ"الذهب الأبيض" والمهم لقطاع الطاقة المتجددة، وفق وكالة بلومبرغ.
اقرأ أيضاً: الليثيوم.. حرب اقتصادية للسيطرة على الذهب الأبيض
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس، قد قام برحلة إلى أميركا اللاتينية في كانون الثاني/يناير الماضي، ودعت أوساط اقتصادية ألمانية إلى إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع القارة اللاتينية.
وهدفت الزيارة إلى تأمين إمدادات إضافية من الليثيوم التي يحتاجها عمالقة السيارات مثل "مرسيدس بنز غروب" و"فولكس فاغن" لبطاريات سياراتهم الكهربائية.
يذكر أنّ الليثيوم يُعدّ عنصراً مهماً في صناعة البطاريات وبطاريات السيارات الكهربائية. وتُسيطر الصين حالياً على أصول كبيرة من الليثيوم في أميركا الجنوبية، وحققت أعمالها ما يقرب من 4.5 مليار دولار في استثمارات الليثيوم على مدى السنوات الـ3 الماضية في أميركا الجنوبية والمكسيك.