ارتفاع تكلفة المعيشة تُرهق المستهلكين الأوروبيين في "الجمعة السوداء"
المتاجر الأوروبية تتخوّف من أن يكون الإقبال في موسم عيد الميلاد الأسوأ على الإطلاق منذ عقد، وذلك مع إحجام المتسوقين عن الإنفاق وارتفاع أسعار السلع.
تأمل متاجر التجزئة في أوروبا أن تشجّع تخفيضات "الجمعة السوداء" المتسوقين على الإنفاق، على الرغم من أنّ هذا الموسم يأتي في ظل أزمة تكلفة معيشة متفاقمة، والانشغال بمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم.
وتخشى المتاجر والمحال في أنحاء أوروبا من أنّ حركة البيع في موسم عيد الميلاد بشكلٍ عام ستكون الأسوأ في عقد على الأقل مع إحجام المتسوقين عن الإنفاق، فيما تزيد تكلفة تشغيل الأنشطة والأعمال من دون أيّ مؤشر على أنّها قد تتراجع، ما يقلّص هامش الربح.
وقلّص التضخم، الذي أصبح في خانة العشرات، من القوة الشرائية لدى المستهلكين، كما أن ثقتهم عند أو قرب أدنى مستوى على الإطلاق، إذ تفاقم فواتير الطاقة المرتفعة من تكلفة المعيشة الآخذة هي الأخرى في الارتفاع.
ولترتيب أمورهم المالية، بدأ مستهلكون تسوقهم لعيد الميلاد مبكراً هذا العام، فيما لا يزال كثيرون ينتظرون للتسوق في "الجمعة السوداء".
لكن بعض المستهلكين قد تكون لديهم أولويات أخرى مع مشاركة ويلز وإنكلترا وهولندا وبولندا في مباريات في يوم "الجمعة السوداء" في كأس العالم.
ويتوقع بحث أجرته "غلوبال داتا" لصالح "فاوتشر كودز" أنّ البريطانيين سينفقون 8.7 مليارات جنيه إسترليني (10.5 مليارات دولار) في عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد تخفيضات "الجمعة السوداء"، من 25 وحتى 28 تشرين الثاني/نوفمبر، بما يشكل 0.8% من الزيادة على أساس سنوي، لكن بما يعدّ تراجعاً كبيراً في أحجام الإنفاق بمجرّد احتساب التضخم.
ووفقاً لـ"ماكينزي للاستشارات"، سيستغل المستهلكون "الجمعة السوداء" هذا العام، التي تتركز فيها بالأساس وبشكلٍ متزايد عمليات الشراء عبر الإنترنت، لاقتناص صفقات وهدايا عيد الميلاد بدلاً من عمليات شراء أكبر ومؤجلة.
ويظهر البحث أنّ نحو ربع المستهلكين في بريطانيا انتهوا بالفعل من تسوقهم لعيد الميلاد، فيما يعتزم متسوق من كل 10 القيام بأغلب مشترياته في "الجمعة السوداء".
وذكر موقع "إديلو" الأوروبي المختص في مقارنة الأسعار أنّ 65% من المتسوقين الإيطاليين عبر الإنترنت مستعدون لشراء منتج واحد على الأقل خلال تلك التخفيضات.
وفي فرنسا، أشار بحث أجرته "برايس ووتر هاوس كوبرز" إلى أنّ 70% يعتزمون التسوق في "الجمعة السوداء" و"اثنين الإنترنت"، وهو يوم الاثنين الذي يلي عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الأميركية.
وتسبّبت العقوبات على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة بشكلٍ كبير ووصول التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود في الاقتصادات الكبرى، ما دفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة في محاولة لتهدئة الأسعار الجامحة.
وأعلنت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تراجع النمو العالمي بسبب ارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، ودعت إلى تشديد السياسات النقدية.
اقرأ أيضاً: تضخم غير مسبوق في أوروبا.. ارتفاع أسعار الطاقة ينذر بأزمةٍ اقتصادية