فيلم نرويجي يقترح إجازة زواج قبل الإنفصال

بين 4 و 9 أيلول/ سبتمبر الجاري تقام أول دورة أفلام نرويجية في لبنان، بتنظيم من جمعية متروبوليس، ودعم من السفارة النرويجية، بالتعاون مع المعهد الوطني للأفلام، تعرض خلالها 5 أفلام روائية طويلة وشريط وثائقي، وعُرض في الإفتتاح الحاشد بصالة متروبوليس- أمبير شريط جاذب ومؤثر للمخرجة "شارلوت بلوم" عن نص لها بعنوان" Staying Alive"، يتناول موضوع الخيانة في العلاقة الزوجية.

ملصق فيلم الافتتاح لدورة الأفلام النرويجية في بيروت

 الشريط يحمل العنوان نفسه للفيلم الذي أخرجه "سيلفستر ستالون" لـ " جون ترافولتا" وأعاده إلى الأضواء بقوة قبل 34 عاماً من الآن. النسخة النرويجية تدخل على خط إجتماعي دقيق هو الخيانة في الحياة الزوجية. المخرجة "بلوم" قدمت زوجاً وسيماً يدعى "هاكون" (أندرس باسمو كريستيانسن) يعيش حياة هانئة مع زوجته "ماريان" (آنياس كيتلسن) لهما إبنتان: "إيما" (أليس فيدا سترانبرغ) و"جنس" (ماتيس سيبرغ لوند)، تكتشف "ماريان" بالصدفة رسائل غرامية على هاتفه، فيعترف بأن هناك إمرأة أخرى في حياته تدعى "فريدا" (هايدي تانيي) وتضطرب الأحوال داخل المنزل، ولا تعود هناك إمكانية للتواصل الطبيعي بين الطرفين، بحيث لم ترض الزوجة بتجاوز هذا الأمركما حاول الزوج أن يتصرف.

 

"هاكن" يدخل المنزل مرة ثم يجهش بالبكاء ويبلغها أنه آسف أشد الأسف لكنه لا يستطيع التراجع، ويقترح عليها ما بات يعرف عالمياً بإجازة زواج، يراجع خلالها كلا الزوجين كامل أجواء حياتهما ، ويقرران بعدها هل يستمران معاً أم يُقدما على الإنفصال. رضيت "ماريان" فبقيت هي مع إبنتيها في المنزل، وإنتقل هو إلى منزل مستقل مع "فريدا"، وباتت الفتاتان عنصر الربط الوحيد بينهما، ومرة كانت في ضيافة والدهما أصرّتا على العودة إلى حضن والدتهما عند منتصف الليل، وبمناسبة عيد الميلاد المجيد قبلت "ماريان" دعوة "هاكن" و"فريدا" للسهر والفتاتين في المنزل الثاني، وفجأة تشاجرت "ماريان" مع "هاكن" وراحت تحطّم محتويات الصالون قبل أن تقلب شجرة الميلاد أرضاً وتغادر المكان سعيدة بما فعلته، تواكبها في الخلفية أغنية "Staying Alive".

 

الفيلم صادق، يقدم مشاعر الأمومة بوضوح وشفافية، ويؤكد عدم إمكانية الجمع بين إمرأتين في حياة رجل واحد تحت أي مسمّى كان. وإذا كان إقتراح إجازة الزواج يؤخر الإنفصال بين الشريكين، فإنه لا يحل أبداً موضوع الخيانة التي دقت إسفيناً بين الزوجين، بينما الأبناء هم الذين تأتيهم الضربة القاضية على الرأس، فالإبنتان كانتا حيناً تفضّلان "فريدا"، ثم لا تلبثان أن تركضا إلى حضن أمهما "ماريان". لكن في كل الأحوال كان الرجل هو الحلقة الأضعف لأنه خسر ثقة زوجته، وإبنتيه، ولم يربح حياة سعيدة مع صديقته "فريدا". والنهاية التي تقدم "ماريان" تمشي وحيدة لكن سعيدة في الشارع تؤكد أن الأم إنتصرت بإبنتيها على زوجها الخائن.