أغنيات "فيروز" والرحابنة لـ"فلسطين" خالدة كما القضية
منذ 69 عاماً هي عُمر إغتصاب إسرائيل لـ "فلسطين، لم تظهر أغنيات مؤثرة وعميقة عن القضية وأهلها كالتي أطلقها الأخوان عاصي ومنصور الرحباني (ومعهما زياد في "وحدن") والسيدة الكبيرة "فيروز"، كان النتاج رائعاً هيمن على الساحة العربية بأكملها، ولم يعط أي مجال لأي أغنية من خارج هذا الإطار أن تنافس أو تتجاوز أي من الريبرتوار الثري الذي ما زال إلى اليوم حاضراً بقوة.
نعم لقد أعطى هذا الثلاثي للقضية عبر الأغاني والمشاهد الحوارية المغناة، ما لم يقدمه كل الفنانين الآخرين مجتمعين. ففي أي مكان تبث فيه إحدى أغنيات "فيروز" لا يقوى السامع على ضبط مشاعره وذرف الدمع تأثراً، هل من بيننا من لا يذهب إلى عالم مختلف وهو يعيش وليس يستمع إلى"زهرة المدائن"( أُطلقت بعد عدوان 67 ) القدس العتيقة(غنتها فيروز بعد زيارتها المدينة المقدسة مع الأخوين رحباني عام 64 ) أنا لا أنساك فلسطين، راجعون( غنتها عام 54من كلمات الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد)، أجراس العودة، خذوني إلى بيسان، جسر العودة، يا ربوع بلادي، يافا، سنرجع يوماً، سيف فليُشهر(للشاعر سعيد عقل)، "وحدن بيبقو متل زهر البيلسان"( لحنها زياد الرحباني من كلمات الشاعر طلال حيدر، أنجزت عام 79 بعد عملية الخالصة في مستوطنة كريات شمونة). كذلك غنت السيدة الكبيرة ولمرة واحدة فقط في الجزائرأغنية:"سافرت القضية، تعرض شكواها في ردهة المحاكم الدولية". وكانت عدة دول عربية تحفظت على مضمون الأغنية فمنعتها. وعرفت مهرجانات وحفلات كثيرة أحيتها السيدة فيروز في أي عاصمة عربية حالات فرح ودهشة وحتى إغماء، كلما غنّت لـ "فلسطين" لشدة التأثر العربي بما تضمنته الأغنيات، وما رافقها من موسيقى تعشش في القلب والوجدان، ويدرك الجميع أنه وبإستثناء أغنيات قليلة جداً( أصبح عندي الآن بندقية، للسيدة أم كلثوم، أبرزها) لم يقدّم أحد لـ "فلسطين"، مثلما أبدع الرحبانيان وفيروز.