"السيرك السياسي" يختصر أزمات لبنان في فانتازيا بارعة

تنكر مسرحية" السيرك السياسي" أنها تقصد لبنان في كل مفاصلها، معلنة أن المقصود بلد متخيل إسمه" خربة الأحلام"، لكن كل كلمة في المسرحية تدل على لبنان، مما جعل الحضور في مسرح قصر بيت الدين الداخلي( الحرملك) يتجاوبون مع كامل الحوارات، ويتفاعلون مع اللوحات المشهدية غير عابئين بما قرأوه على شاشة المسرحية من أنها براء من أي إستهداف لبلد، أو جهة أو طرف، وأن الخيال هو العامل الحاضرفقط.

مشهد تعبيري من المسرحية
مهرجانات بيت الدين أنتجت مسرحية " السيرك السياسي" دعماً منها للطاقات الشبابية لكي تبوح بمكنوناتها وتجد المنبر الحر الشفاف لعرض أفكارها بعيداً عن القوالب الجاهزة والمملة المعروفة، رغم الإعتراف بوجود أزمة مالية ضاغطة، وضرائب مرتفعة جداً ما عادت تطاق.وكان واضحاً من خلال الساعتين اللتين عشناهما مع الأحداث على الخشبة أن المهرجان صرف بكرم على العمل الجديد لكي يكون في المستوى اللائق، فنحن إزاء بلد يدعى" خربة الأحلام" يتخبط في الفوضى والإفلاس ويبحث عن حل لهذا الواقع، ليجد أن الإنتخابات هي الطريق الفضلى للخروج من هذه الدوامة التي لا تنتهي.

 

بداية المهزلة وجود مرشح واحد في كل لبنان إسمه: " أبو فاس النسناس" وينادى بـ "الفحل الأول والأخير"، الذي تتحرك ماكينته الإنتخابية على عدة جبهات: حملة إنتخابية، مهرجان، سيرك، وخطاب، بالتزامن مع فرقة موسيقية يديرها المايسترو "لبنان بعلبكي" في تقليد محسوب للمصريين الذين إعتادوا على الموسيقى الحية ترافق الأحداث الدرامية على المسرح لحظة بلحظة. كان "بعلبكي" سيد اللعبة المشهدية بإمتياز، رافق الحركة بدقة مع الممثلين وأبطال الأكروبات، وترك لهم بعض المساحة للتصرف مع آلاتهم على الخشبة( الأكورديون، الناي) كفرق موسيقية ضمن المسرحية، وكان الإنسجام كاملاً ومنضبطاً.

الشعارات كانت كثيرة منها: نحنا الزقيفة منزقّف/ وإذا ما بيدفع منوقف
 

الشعارات كانت كثيرة، منها: نحنا الزقيفة منزقّف/ وإذا ما بيدفع منوقف، أبوفاس من الـ hero / كلنا ع شمالك زيرو، أبو الفاس ما تعبس/ بدك عسكر تا نلبس، بالسياسة فيه خياسة/ وفيه حتة نجاسة. وقد تشارك في التلحين المخرج وكاتب النص وكلمات الأغاني "هشام جابر" مع "زياد الأحمدية"، وفريق الغناء والتمثيل( ياسمينا فايد، فائق حميصي_ أحيا فقرة مميزة مع توأم نسائي- سماح أبو المنى، أحمد الخطيب، فرح نعمة، بهاء جنو، باسل ماضي، عماد حشيشو، نعيم الأسمر، زياد شكرون، زياد جعفر، ورندا مخول)إضافة إلى الأكروبات الوافدين من أسبانيا، إيطاليا، الأرجنتين، والسويد.