البرازيل.. بلد التنوع الديني والحضاري
في نافذتنا على أميركا اللاتينية نسلط الضوء على تنوع المجتمع البرازيلي الذي يتكون من نحو ثمانين جنسية. فقد تحولت أرض السامبا الى أرض تعايش بين الحضارات، وفتحت أبوابها للوافدين إليها من كل أنحاء العالم.
تكاد لا تمر في شارع برازيلي إلا وترى ما يرمز إلى التنوع الحضاري. مآذن وكنائس ومعابد تفتح أبوابها دون تمييز أو سؤال عن هوية زائريها.
حكمت ناصر، مغترب لبناني مقيم في البرازيل منذ ستين عاماً يقول "عشت مع البرازيليين في الأحراش والبيوت وتعرفت إلى كل فئات المجتمع البرازيلي.. هو أطيب شعب في العالم".
فوز دو إيغواسو نموذج لمدينة تشكل لوحة تعايش وتوافق. توافد المهاجرون إليها كونها تشكل معبراً إلى كل من الباراغواي والأرجنتين. وبالرغم من احتضانها لأكثر من ثمانين جنسية لم تشهد أي حادث عنصري أو أشكال ديني.
في هذا السياق يؤكد علي مقلد مغترب لبناني آخر أنه "حصلت أحداث كثيرة أظهرت أن الدولة تحترم كل الشعوب". فيفياني كارفاليو، مواطنة برازيلية من أصل ألماني بالنسبة إليها "البرازيل عالم بحد ذاته لا ندرك قيمة هذا الوطن إلا حين نسافر إلى البلاد الأخرى".
البرازيل بما تمثله من انصهار بين الأمم تدحض نظرية صراع الحضارات والكراهية الدينية والطبقية. فالمهاجرون يشكلون الأغلبية الساحقة حيث يضم التكوين الشعبي البرازيلي خليطاً من الأفارقة والأوروبيين والآسيويين.
الهجرة القديمة تصدرها الأفارقة في القرن الخامس عشر حيث أتى بهم الاستعمار البرتغالي وما لبثوا أن تحرروا في القرن الثامن عشر، أما الهجرة الجديدة فضمت القادمين من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا ولبنان.
حضارات تؤسس بيئة خاصة بها تسمح للجميع بممارسة شعائره والتزام ثقافته. هذا ما توضحه الباحثة في شؤون المغتربين نارا دي أوليفيرا قائلة "يجب أن ندرك أن المصلحة الانسانية تقتضي ادراكنا وتفهمنا للاختلاف عبر تهيئة الأجواء الديمقراطية التي تتيح لنا التعبير عن التنوع".
يعتبر الدستور البرازيلي الأكثر تسامحاً على مستوى احترام حقوق المهاجرين، إذ ينص على وجوب احتضان اللاجئين والفارين من الاضطهاد السياسي.