على وقع موسيقى الباليرو الرومانسية تنحو الخطوات نحو مطعم La bodeguita del medio. يتوسط هافانا القديمة، وهو منها يحمل بعضاً من قدمها وتراثها وأزياء النساء التقليدية اللواتي يزينها السيجار بين اصابعهن.
في الطريق إلى المطعم يستوقفك شاب مفعم بالحياة فقد بصره لكنه لم يفقد بصيرته، فسخرها موهبة في عزف الجاز والرومبا والألحان اللاتينية عبر سلاحه المحبب، الغيتار. أما في داخل المطعم فتسرق فرقة موسيقية كوبية الوقت منشدة فناً كوبياً أمام الزوار وغالبيتهم من السياح الأجانب.
يمنع أصحاب المطعم تصوير ملكهم. لم يعرف السبب حتى الآن. لكنها لغاية في نفس المالكين ربما لمنع تقليد هذا الديكور أو الجمال في مكان آخر، لكن وبهدف المعرفة وبتحفيز من الفضول استرقنا السمع والبصر عبر الكاميرا.
الطعام يقدم بحرفة. أجود المأكولات التقليدية. رائحتها تفوح فتسبق تذوق طعمتها. ولأن كوبا جزيرة لا بد للأسماك من توسط المائدة مع أجود أنواع الفاكهة الاستوائية الطازجة. والجلسة تراعي الطقس، فالكراسي والطاولات تتفاعل مع الحرارة والمراوح القديمة تتدلى من السقف.
وعلى الرغم من أن عمر المطعم لا يتجاوز العقدين إلا أن تواقيع وإمضاءات وصور مشاهير العالم غطت جدرانه حتى وصلت إلى سقفه الخشبي القديم، فوقع الرؤساء والمشاهير والفنانين وحتى بعض الزعماء العرب، كذلك كان للميادين حظ في تأريخ اللحظة.