التلفريك في كاراكاس، وسيلة نقل الفقراء.. ومعهد للموسيقى

في نافذتنا على أميركا اللاتينية نطل على التلفريك الذي يعد وسيلة نقل شبه مجانية لفقراء كاراكاس. الا أن ما يميز هذا التلفريك أن محطته تحولت أيضاً الى معهد لتعليم الموسيقى.

140 طفلاً في محطة التلفريك يتعلمون العزف مجاناً
بين بيوت الفقراء وعلى سفوح هذه الجبال تحتضن العاصمة الفنزويلية كاراكاس مشروع تلفريك. هو ليس تلفريك دى ميريدا أطول وأعلى تلفريك في العالم، الجاذب للسياح والباحثين عن الإثارة والمتعة في فنزويلا. إنما هو التلفريك الذي افتتحه وسخره هوغو تشافيز كوسيلة نقل منتظمة وشبه مجانية لخدمة الأحياء الفقيرة وربطها بقلب العاصمة. 
للحظة كما نعتقد أننا صعدنا إلى وسيلة نقل مميزة يستخدمها الفنزويليون فشعرنا أننا نتأرجح بين السماء والأرض وأسرنا بهذا المزيج من الألوان الصارخة والأخضر المتدفق عبر نوافذ هذا التلفريك، وإذ نفاجأ مع وصولنا إلى المحطة بسماعنا لأنغام آلات موسيقية تصدح في مكان تحول من محطة إلى معهد لتعليم الموسيقى.
أوركسترا كاملة تعزف في المكان. 140 طفلاً في هذا المعهد التابع للمركز الوطني لأوركسترا الشباب والأطفال في فنزويلا والمرتبط بمسرح ألاميدا ومدرسة دون بيدرو. مدير المعهد ليوناردو مونتفار يقول للميادين "لقد قسمنا البرامج الأكاديمية في هذا المركز على النحو الآتي: برنامج الكورس، برنامج العزف على الآلات المعدنية، والبرنامج الأوركستري، وبرنامج العزف على الآلات التقليدية الفنزويلية". كل الخدمات في هذا المعهد تقدم مجاناً للعامة من الساعة الأولى لغاية الخامسة من بعد الظهر لأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و18 سنة. ويتولى عدد من المدرسين المتخصصين تعليمهم العزف على جميع الآلات كالكمان، والتشيلو، والمزمار. إميلي هزلم استاذة عزف على الكمان. تروي للميادين أنها تعمل في هذا المجال منذ أربعين سنة في مراكز مختلفة وهي المسؤولة عن جميع الآلات الوترية كالكمان والتشيلو في المعهد معربة عن سعادتها بهذه المسيرة. 
ولأن الفنزويليين يؤمنون بأن الموسيقى ليست مجرد أنغام؛ بل هي وسيلة "تواصل" لالتقاء الذهن والروح عند المرء وجعلوها وسيلة تربوية واجتماعية فاعلة لتشكل جزءاً أساسياً من ثقافتهم وتجسيداً لهويتهم.