الإذاعة في يومها العالمي: الصوت انعزل ولم يُهزم

تاريخ 13 شباط/ فبراير من كل عام موعد ثابت للاحتفاء بهذه الوسيلة، والإقرار بفعاليتها وتأثيرها بعد مرور 7 عقود على إنطلاق أول بث إذاعي للأمم المتحدة عام 1946.

 

  • الإذاعة في يومها العالمي: الصوت انعزل ولم يُهزم
    الميكروفون ما زال حاضراً

 

تاريخ 13 شباط/ فبراير من كل عام موعد ثابت للاحتفاء بهذه الوسيلة، والإقرار بفعاليتها وتأثيرها بعد مرور 7 عقود على إنطلاق أول بث إذاعي للأمم المتحدة عام 1946.

"نحن التنوع ..نحن الراديو" تحت هذا العنوان تُحيي المنظمة الدولية المناسبة، كما صدر تعقيب عن أمين عام الأمم المتحدة قال فيه "في هذا اليوم العالمي للإذاعة دعونا نعترف بالدور المستديم الذي تؤديه الإذاعة في تعزيز التنوع والمساعدة في بناء عالم أكثر سلماً وشمولاً للجميع". ووزعت منظمة الأونيسكو شريطاً دعائياً يشير إلى المناسبة وشعارها مع تبيان أهميتها لكل الشعوب.

 

في الوقت الذي تتضاعف فيه حالات وإنجازات الإنترنت في عالم الصورة وتتصاعد وتيرة البث الفضائي ليشمل أدق وأخطر الأحداث بأسلوب مباشر وواضح، ومع ذلك يبقى الصوت مؤثراً بكل صفاته وملامحه على قاعدة "والأُذن تعشق قبل العين أحياناً"، وبالتالي ألا يُغمض المستمع الذوّاق عينيه عندما يكون في حضرة صوت بمتعة خاصة، وهذا رائع لكي يرى الصورة أجمل في خياله.

 

ربما برزت في عالمنا العربي ظاهرة حصر الإهتمام بالإستماع إلى برمجة الإذاعات المحلية والإقليمية وحتى العالمية في أوقات معينة قليلة، وغالباً خلال دوام العمل لأن الكثيرين يفضلون إنجاز أعمالهم على صوت برنامج أو أغنية أو مقطوعات موسيقية، وفي كل الأحوال تكون الإذاعة أمّنت مناخاً يملأ فراغاً معيناً يُعين السامع على أداء عمله بإندفاع أكبر، وهناك كتّاب كبار لا يكتبون إلاّ على أنغام كلاسيكية بحيث يذهبون بخيالهم إلى أي مسافة يريدون وتتأثر إبداعاتهم بمقدار إستمتاعهم بما يستمعون إليه، يضاف إلى ذلك عامل الرحلات الطويلة بالسيارة والتي تحتاج إلى مناخ ترفيهي للركاب بدل تبادل الأحاديث الذي قد يٌشوّش على إنتباه السائق ويحرفه عن مساره خلال القيادة عكس فعالية البرمجة التي تؤمنها الإذاعات الكثيرة ومنها المحلية التي تبث من مناطق نائية.

نعم الإذاعات أخذت موقعاً متفرداً بعيداً عن بهرجة الصور التي أغرقتنا بها الفضائيات ولم تعد تسمح لنا بأي متعة لأن عملية البحث ومعرفة أي البرمجات أفضل لنا لا تُجدي في غالب الأحيان إلاّ حالة من الدوران حول النفس لأنه من النادر الفوز بأي مادة مرئية جاذبة حتى من بين الثلاثمئة وعشرين محطة المتوفرة على جهازنا.

 

للصورة وقتها وخصائصها ومكان الإهتمام بها أما ما نواكبه بالصوت فبإمكانه مرافقتنا إلى أي مكان وفي كل وقت وهذه ميزة ليست عادية بل إستثنائية، فنحن نستطيع الإستماع مغمضي العينين مع متعة خاصة، لكننا لا نرتاح لمشاهدة صورة وقد صُمّت آذاننا عن السمع لأننا سنفتقد إلى روح غير متوفرة في الصورة الصامتة أمامنا.