الهروب الثالث للسجين البريء أوصله إلى الحرية

قبل 45 عاماً شغل شريط بعنوان "papillon" للمخرج "فرانكلن.ج.شافنر" مع الكبيرين (ستيف ماكوين، وداستن هوفمان) الأوساط السينمائية لشدة تأثير واقعيته في الجمهور، وها هي الرواية الحقيقية التي نشرها الفرنسي "هنري شاريير" (توفي في مدريد عام 73 عن 66 عاماً) عن سجنه ظلماً في 3 سجون معززة الحراسة، تُعاد في فيلم يحمل العنوان نفسه أخرجه الدانماركي "مايكل نوير" (40 عاماً) وتعرضه الشاشات الأميركية منذ 24 آب/أغسطس 2018.

  العمل الجديد صوّر في بلغراد- صربيا إستناداً إلى سيناريو وقعه "آرون كريكوسكي" مع الإستعانة بسيناريو نسخة عام 73 من الفيلم لكاتبيه (دالتون ترامبو، ولورنزو سامبل جونيور)، ولعب الشخصيتين الرئيسيتين هنري شاريير، ولوي دوغا، الممثلان الإنكليزي "شارلي هونام"، والأميركي "رامي مالك"، لنواكب أحداثاً متلاحقة لا تتوقف ولا تضعف على مدى 133 دقيقة، وتتناول الشاب "هنري" الملقب بـ "بابيون" والذي يعيش حياة سعيدة مع صديقته "نينات" (إيفا هاوسون)، حيث تفاجئهما قوة بوليس تعتقل الرجل وتٌلصق به تهمة قتل لم يرتكبها كونه كان في شقته طوال الوقت مع "نينات"، لكن تمت إدانته وحوكم بالسجن المؤبد، ونقل إلى سجن سيء السمعة لما يضمّه من كبار المجرمين، وبعد مواجهة عدد منهم نجح في ترتيب أول عملية هروب لكنه لم يلبث أن وقع في فخ منظم المحاولة فعاد إلى زنزانته من دون نتيجة.

  وخطط "بابيون" مجدداً للهروب الثاني متعاوناً مع زميله "دوغا" وإنضم إليهما آخران وحين وصلا إلى مركب ينتظرهم عند الشاطىء فوجئوا بمجموعة مسلحة أعادتهم إلى السجن، وكان القرار بنقل الرجل وزميله إلى واحد من أصعب السجون وأكثرها ترتيبات حماية، إلى "جزيرة الشيطان" الأشبه بسجن "الكاتراز" الشهير، ومع ذلك ورغم بُعد المكان عن اليابسة في المقلب الآخر فقد قرر "بابيون" التخطيط للهروب الثالث الذي كان ناجحاً ربما لأنه نفّذه وحده بعدما قرر "دوغا" البقاء حيث هو لأنه تعب من الهرب غير الموفق، وكان أن إعتمد الرجل على كيس عملاق ملأه بأدوات مختلفة أمنت له التحوّل إلى كيس عائم وكأنه مركب حقيقي، وكانت الخطة المضمونة لوصوله إلى البر بسلام أن تيار الأمواج كان مساعداً أول على دفع الكيس بسرعة فائقة صوب الحرية.

إيقاع الفيلم يقطع الأنفاس لأنه يعتمد الدقة في كل عناصر الفيلم، كما كان إختيار "هونام" للدور الأول مناسباً جداً، خصوصاً وأن فيه شيئاً من شباب "ماكوين"، فيما تميّز الإخراج بكثير من الديناميكية، في إدارة الممثلين وتقطيع المشاهد وأخذ الزوايا الأنسب للحظات الهروب.