"الرسالة" المرمّمة لـ "العقاد" عيدية الشاشات العربية
بعد 42 عاماً على إطلاق الفيلم الملحمي "الرسالة" للمخرج العالمي الراحل (11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 في عمّان) "مصطفى العقاد" أعاد نجله "مالك" الذي ورث عنه مهنتي الإخراج والإنتاج، ترميم النسختين العربية والإنكليزية من الشريط، وتقديمهما في الصالات العربية بدءاً من 14 حزيران/يونيو الجاري، بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، على أن تعرضه بيروت في 28 الجاري بعد عرض إحتفالي خاص قبل الموعد بأيام دعيت إليه شخصيات فنية وسياسية وعامة ويرعاه سماحة مفتي الجمهورية الشيخ "عبد اللطيف دريان".
أمنية "العقاد" التي كان أعلنها عام 76 تحققت اليوم بإستقبال العواصم العربية قاطبة (لم يتأكد منعه في الكويت) للنسختين معاً، واحدة جسد أدوارها ممثلون عرب (عبد الله غيث، منى واصف، حمدي غيث، سناء جميل، عبد الوارث عسر، محمود سعيد، حسن الجندي، والطيب الصديقي) والثانية جسد فيها ممثلون عالميون الشخصيات نفسها ومنها "حمزة" (أنطوني كوين) "هند" (إيرين باباس) "أبو سفيان" (مايكل أنسارا) "سميّة" (روزالي كروتشلاي) "ياسر" (إيوين سولون) "خالد" (مايكل فوريست) "أبو جهل" (مارتن بنسون) "الوليد" (جورج كاميلييه)، إستناداً إلى سيناريو صاغه "h.a.l craig "، فيما أسهم أربعة من كبار الكتاب المصريين في الحوارات (الأديب توفيق الحكيم، عبد الحميد جودة السحار، محمد علي ماهر، وعبد الرحمن الشرقاوي).
في ساعتين و57 دقيقة يروي الفيلم الذي تكلف 10 ملايين دولار (العقاد، والكويتي محمد السنعوسي، مع هارولد باك)، وجنى 15 مليوناً من عروضه الأميركية (عام 1977)، عملية بعث النبي الكريم في القرن السادس الميلادي، وبعد 3 سنوات يتلو النبي عليه السلام، على الناس ما نزل عليه من وحي في غار حراء، داعياً إياهم لعبادة واحد أحد، ويقف ضده في مكة المكرمة عمه "أبو سفيان" وزوجته، لكن هذا لم يُثنه عن متابعة نشر الدعوة إلى الإسلام، رغم ما تعرض له صحابته من مضايقات ومطاردات وأذية، ويحصل أن "حمزة" يقف إلى جوار عمه ويشهر إسلامه، وما إن يستشعر أخصامه من "آل قريش" خطر دعوته حتى بادروا بتنفيذ العديد من الهجمات لتصفيته، فكان أن فضّل الرسول عليه السلام مغادرة مكة إلى المدينة المنورة مع أبرز صحابته "أبو بكر الصديق" حيث إستُقبل بالترحاب والأهازيج، ويومها غنوا له"طلع البدر علينا".
الشريط يشغل الأوساط بعد 42 عاماّ على جدال طال حول مضمونه وتجسيد الصحابة في أدوار على الشاشة، ومنعته العديد من الدول العربية، لكنه اليوم يدخل الصالات العربية بثقة، ويعيد إنهاض الطاقة الإخراجية المبدعة لـ "مصطفى العقاد" الذي كنا إلتقيناه في فندق فينيسيا بحضور الإعلامي "جورج قرداحي" قبل 48 ساعة من مصرعه في عمّان مع إبنته المتزوجة من طرابلسي – لبناني، ويومها أبلغنا ببعض ظروف تصوير "الرسالة" وقد أشار إلى أن مشهد دخول النبي الكريم إلى المدينة والإستقبال الأسطوري له، ما كان ليتحقق لولا الحيلة التي إستخدمت مع آلاف الكومبارس من الجيش الليبي، فقد تم تعميم خبر يقول بأن الرئيس الليبي العقيد "القذافي" سيزور مكان التصوير وجرى تجهيز موكب من 11 سيارة فارهة سوداء شكّلت قافلة رسمية وما إن أطلّت عن بعد حتى ذُهل الحضور وفغرت أفواههم دهشة بينما إصطادتهم 12 كاميرا تحاصرهم من كل جانب ليفوز "العقاد" بأجمل المشاهد السينمائية المعبّرة.