طلائع الانتقام الأميركي في أفغانستان بعد 11 أيلول 2001
لم تتأخر الإدارة الأميركية كثيراً حتى حدّدت هوّية مفجّري برجيْ نيويورك في 11 أيلول/ 2001، لذا خاضت حملة عسكرية واسعة في أفغانستان لقتال حركة طالبان، كانت طليعتها فرقة خاصة بقيادة الكابتن "ميتش نيلسون" (الأوسترالي كريس هيمسوارث) الذي طُلب منه التعاون مع الجنرال "دوستم" (الممثل الإيراني نافيد نيفاغان – 50 عاماً) وقد إرتبطا بصداقة وطيدة أثمرت القضاء على حامية أساسية لـ "طالبان" في منطقة معقّدة جغرافياً.
"12 strong" للمخرج "نيكولاي فوغلسيغ" عن سيناريو لـ "تيد تالي" و"بيتر كريغ" إستناداً إلى رواية "الجنود الخيّالة" للكاتب "دوغ ستانتون"، والأهم من كل هذا واقعياً هو المنتج الكبير "جيري بروكهايمر" الذي عُرف بسخائه الشديد على مشاريعه بعد دراستها عميقاً، وهذا كان واضحاً في الشريط الجديد الذي لا تغيب عنه أبداً على مدى 130 دقيقة المشاهد الدسمة بالحركة والمعنى الواضح لأحداثها بحيث ترافقت التطورات الكثيرة والمتدفقة مع مشهدية ثرية من الأكسسوارات والعناصر التي تصنع لقطات مقنعة تؤلف لاحقاً مشهدية تدل على مدى الجدية في التعاطي السياسي والعسكري والفني مع التطورات الميدانية المتلاحقة، مصحوبة بسحر مشهدي في الصياغة والتنفيذ وحتى في الكاستنغ الذي حدّد لاعبي الشخصيات الأساسية في الفيلم.
يقدّم الشريط شخصية الجنرال "دوستم" قوية محترمة إلى الحد الذي يجعل الكابتن "نيلسون" يشتكي من تفرّده في إتخاذ القرارات بمعزل عنه، ووفق القصة يستعمل الجنود الأميركيون في القتال خيولاً وهم مدججون بأسلحة حديثة فقط من أجل التحرك السهل في الطبيعة القاسية والصعبة هناك، وإظهار مدى كراهية "دوستم" لطالبان وقائدها كونه مارس القهر في وقت سابق ضد عائلة الجنرال الذي يريد رد الصاع والتخلص من خطر الحركة، وتنشأ كيمياء لافتة بين الكابتن والجنرال تترجم في ساحات المعارك التي خاضاها وإنتصرا فيها رغم قساوتها التي شارك فيها سلاح الجو الأميركي لتخفيف حدة القصف الطالباني بالراجمات، وسقوط قتلى عديدين بعدما تبين أن التكافؤ في العتاد بين الطرفين كان مختلاً لصالح طالبان في الميدان.
شركة الأخوين "وارنر" وزّعت الفيلم الذي صوّر في منطقة "Albuquerque"- نيو مكسيكو- أميركا، وهو يعرض في الصالات الأميركية منذ 19 كانون الثاني/يناير 2018، وشارك في تجسيد باقي أدواره الرئيسية: "مايكل شانون"، "مايكل بينا"، "تريفانتي رودوس"، "غوف ستالتس"، "أوستن هيبيرت".