أسيران فلسطينيان يُعيدان تجسيد معاناتهما في فيلمين
كثيرة هي الأفلام التي أضاءت على القضية الفلسطينية من باب مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وبعضها اتخذ من قضية الأسرى الذين يزيد عددهم على الـ 7 آلاف رمزاً للصمود والإباء ومواجهة التعسف، وقد إخترنا منها شريطين أُنجزا في السنوات الثلاث الأخيرة عرفا شهرة واسعة إقليمياً وعالمياً، وحازا جوائز وتقديرات : "إصطياد الأشباح" لـ "رائد أنضوني"، و "3000 ليلة" لـ "مي مصري".
الأول (ghost hunting) صوّر العام 2017 وحاز جائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 67 ، وجائزة "سعد الدين وهبة" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتناول في سياقه التجربة التي عاشها المخرج "أنضوني" (له قبله: الرحلة الداخلية، مباشر من فلسطين، غزو، إرتجال) في سجن "المسكوبية" مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية "شاباك"، وقد عمد إلى نشر إعلان عن وجود فرص عمل لمن تحرروا من هذا السجن، وعندما إلتأم شمل عدد منهم أطلعهم على فكرة فيلمه وتقضي ببناء ديكورات تشبه الهندسة التي عاشوا فيها داخل السجن، وإسترجاع كامل فصول القهر والتعذيب التي عانوا منها طوال مدة الإحتجاز، وجاءت النتيجة مؤثرة جداً إنعكست نجاحاً مدوياً للشريط الذي شارك في لعب أدواره (رمزي مقدسي، محمد خطاب، والمخرج أنضوني).
الثاني تم إطلاقه عام، 2015 إعتمدت فيه مخرجته على وقائع حقيقية صاغتها في مشاهد مؤثرة لمعلمة فلسطينية شابة تُدعى "ليال" (جسّدتها على الشاشة ميساء عبد الهادي) إعتقلتها السلطات الإسرائيلية بتهمة ملفقة رغبة منها في تجنيدها مُخبرة عن زميلاتها السجينات، وعندما رفضت تُركت في السجن كالباقيات، مع فارق أنها حامل وإضطرها الإعتقال لأن تلد في السجن وأن تخدم مولودها وهي خلف القضبان في عملية رصد بالغة الأثر لأدق التفاصيل.
شارك في الأدوار أيضاً (نادرة عمران، كريم صالح، وهيفاء آغا) وما زالت المخرجة " مي" إلى الآن تلبي دعوات المهرجانات السينمائية حول العالم لحضور حفلات عرض الفيلم والمشاركة في حلقات النقاش حوله، خصوصاً العروض العديدة الحاشدة التي شهدتها عدد من مدن الضفة الغربية.
في كل حال سبق لأكثر من فيلم عربي وأجنبي أن تناول قضية الأسرى خصوصاً شريط "حنا ك" للمخرج اليوناني الكبير "كوستا غافراس" الذي صوّره عام 1983 مع "جيل كلايبرغ" والممثل الفلسطيني "محمد بكري"، وأضاء فيه على القضية الفلسطينية من منبر سينمائي عالمي لرد التهم الموجهة إلى الغرب بالتغاضي عن الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لمجرد أنهم ينتفضون مطالبين بحقهم في عيش كريم فوق ترابهم الشرعي.