"شعور غريب يكتنفني بعد التجربة الأولى في عالم الغطس إلى قاع البحر، أشعر كما قال نقيب الغواصين أنني عدت إلى أصلي، إلى المكان الذي ولدت منه وكنت فيه"!. هكذا بادرنا شاهين.

ونعود ونسأله وكيف وجدت حديقة الدبابات؟ يجيب بتلقائية" "رائعة، لم أكن أتوقعها كذلك، أكثر ما لفتني هو مشهد الأسماك والحيوانات البحرية التي تحيط بالآليات على أعماق تتراوح بين 14 و 27 متراً، خاصة وأني علمت من السارجي أن أنواعاً جديدة من الأسماك النادرة (سمكة الأسد مثلاً) التي كانت تعيش خارج المياه الإقليمية اللبنانية، أتت وخلال فترة قصيرة لتعشش داخلها، ما يعزز الثروة السمكية والبيئية، ويجعل المنطقة مقصداً لسياحة الغطس، وأشكر القائمين على هذا العمل، شعرت بالفعل أنها رسالة للسلام وللبيئة".

وعن فكرة تصوير عمل فني تحت الماء أجاب "يا ليت، إنها فكرة رائعة جداً، خاصة وقد عرفت اليوم أن بحر لبنان يتضمّن جماليات متعددة وآثاراً لمدن غارقة مثل صيدون وصور ويرموتا، فضلاً عن آبار لمياه حلوة ومياه حارة وأخرى كلسية وأنا مستعد لذلك"...

وإذ عبّر عن فخره الكبير كونه أول فنان يغطس إلى الحديقة، دعا كل الفنانين لزيارة المكان لأنه مهم جداً وخاصة من أجل العمل الوطني والإجتماعي بلا "طقّ حنك على السوشال ميديا"، وأردف قائلاً "بالمناسبة أنا أشكر نقابة الغواصين المحترفين ورئيسها محمد السارجي، وأشكر الصحافي عبدالله ذبيان الذي وجّه إليّ الدعوة لتجربة الغوص، حيث سعدت واستمتعت بهذه الرحلة البحرية مع فريق الغواصين".

وأن شاء الله سأعيد الغطس مع زملاء لي قريباً"...

وكان لابد من حديث سريع حول آخر أعمال شاهين الفنية، فقال " حالياً أنا في صدد التحضير مع شركة "الصبّاح" لمسلسل "الهيبة 3 "، في الوقت نفسه أحضّر لفيلم سينما سأعلن عنه بوقته وأستمر في الوقت نفسه بتمارين المسرح التي أمارسها دائماً".

وتحدث للميادين نت عن الجزء الثالث من "الهيبة" فكشف أن "أحداثه ستكون في الزمن الحاضر انطلاقاً للمستقبل إلى الأمام، وسيتعدى منطقة "الهيبة" المعهودة وهو سينزل إلى العاصمة ومناطق جديدة في لبنان، واعتبر أن وجود الفنانة سيرين عبد النور  فيه هو إضافة جديدة، وأنا أعوّل على دورها كبطلة للمسلسل".

ويوضح شاهين أن انتقال المسلسل إلى المدينة "لا يعني هروباً من الانتقاد الذي حصل حول الجرد (اللبناني)وإلخ... فظروف القصة كما سنشاهدها في الجزء القادم تقتضي ظروفاً جديدة".

ويجيب على سؤال حول أسباب نجاح "الهيبة" فيقول "برأيي هو نجح لأنه شرح واقعاً موجوداً رغم ألمه، والجدلية فيه مهمة جداً، هو واقع موجود والناس تناولته بجدلية ولا حل لهذه المشكلة حسب رأيي، وبنفس الوقت فإن لهذه المنطقة عاداتها وتقاليدها التي نعرفها وهي موجودة في كل الوطن العربي.

وبرأيي الفنان الشاب فإن هناك دائماً نقداً إيجابياً أو سلبياً، وبالنسبة لي يكون النقد مفيداً لشيء ناجح ويدفعه للأمام أكثر وأكثر، وهو لصالحنا جميعاً كصنّاع دراما، وكممثلين إلخ..أما الانتقاد لمجرد الانتقاد فقط على "السوشال ميديا" فهو فقط للإضاءة على الشخص الذي ينتقد.

وعقّب نقيب الغواصين المحترفين ومدير معهد صيدون للغوص بقوله "سررنا بمشاركة الفنان عبدو شاهين والذي شارك بالعديد من الأعمال المسرحية، التلفزيونية والسينمائية.. وأهمية هذه الفكرة تأتي تقديراً للفنان شاهين، الحاصل على جائزة أفضل ممثل لبناني، وهو بغوصه إلى حديقة صيدون المائية يكون نجماً ساطعاً على الأرض و في قعر البحار"..

ويضيف "أنا بالمناسبة منتج سينمائي وتلفزيوني، عملت مع هوليوود وفي مجال الأفلام الوثائقية، وأسست الشركة اللبنانية   وأقدّر الفن والتعب الذي يلاقيه الفنانون، وبالتالي فإن مشاركة الفنان شاهين ستكون بإذن الله خطوة سبّاقة نعمل من خلال على تعريف الناس من لبنانيين وعرب وأجانب بالحياة البحرية في لبنان، خاصة أن الغوص يكشف عن آثارات لمدن غارقة تحت الماء في بحر لبنان، فضلاً عن جماليات، وحديقة الدبابات التي افتتحت الشهر الماضي ستساعد في تفعيل رياضة الغوص والسياحة البيئية.... كما أنها تحمل بعداً وطنياً عروبياً فمدافع الدبابات موجهة نحو العدو الإسرائيلي.... والشكر معقود للجيش اللبناني لتلبيته طلبنا... وأقول لكل اللبنانيين انتظروا الطائرات قريباً"....

يتطلع غواصو معهد صيدون للغطس إلى أن تكون "غطسة الحديقة" لشاهين مقدمة للعديد من الزيارات المستقبلية لفنانين وإعلاميين ومشاهير، للاضاءة على حديقة الدبابات التي أسسّها النقيب السارجي مع جمعية زيرة صيدا، وكان الجيش اللبناني متعاوناً إلى أقصى الدرجات في تحقيق هذا الانجاز.