"ديسكوتيك نانا" أغنيات وإعلانات من ذهب الثمانينات

هو ثالث عمل مسرحي غنائي استعراضي جماهيري كبير يخرج من "مترو المدينة" وتضجّ به الأوساط الشعبية والفنية والنقدية. فبعد "هشّك بشّك"، و"بار فاروق"، ها هو الفنان المُبتكر "هشام جابر" يفتتح عمله الجديد "ديسكوتيك نانا" راصداً 7 سنوات (بين 82 و89) من حقبة الثمانينات الذهبية طارحاً عبر 3 أصوات (ياسمينا فايد، إيلي رزق الله، وكوزيت شديد) أكثر من 20 أغنية مع عدد من الإعلانات الذائعة، ضمن برنامج تقدمه "نانا" (ياسمينا).

المغنون الرائعون الثلاثة يتقاسمون أداء الأغنيات التي يحفظها الجمهور المخضرم عن ظهر قلب: نانا (مقدّمة البرنامج شابة متحرّكة سريعة البديهة وتعرف متى تتدخل للكلام والغناء)، والفنان الكبير جميل جمال الجامل (رزق الله، الملقب بـ جمل العرب، يقلّد نجوم تلك الحقبة من الزمن بنجاح صوتاً وصورة) والثالثة المطربة المتسلقة "سهام (كوزيت) ( معروفة بالعيون الحول، ولها موسيقى خاصة تواكب حضورها على المسرح) يحضر إلى جانبهم الممثلان القديران "بول سعدو" (في شخصيةالموسيقار العبقري الذي يدير الموسيقيين وهو نائم بينما شخيره ينسجم مع طلعات وهبوط الإيقاعات) و"خالد صبيح" (الملقب بالأخطل الوسط وهو شاعر وناقد فني لا تُتاح له دائماً فرصة إستعراض مواهبه).

الكاتب والمخرج والمنتج "جابر" أوجد على عادته مسرحيْن، يُطلاّن على جمهور يلامس المئة وخمسين شخصاً، واحد لأداء المشاهد، والثاني خُصّص للعازفين وهم أربعة (فرح قدور، ضياء حمزة، أحمد الخطيب، ومكرم أبو الحسن)، إستطاعوا مواكبة العرض وتفاصيله وكثرة أغانيه المنوعة (بطّل عاجبها، شيكي شيكي بابا، آه يا تمارا، طير وفرقع يا بوشار، على جسر الدامور، alouette، شب حليوة وأفندي، ليند ليندا يا ليندا، حبيبي بيحب التش، مشوار رايحين مشوار، يا جارة الوادي، هزّي محرمتك هزّي، كلن عندن سيارات، غسّل وشك يا قمر، ع طبق ألمس، بلغي كل مواعيدي، نطّرني نطّرني عالطرقات، هالله هالله يا عزيزي، وdo you love me) وهي نماذج عرفت جماهيرية واسعة في الثمانينات، وإنسجموا مع أجواء المغنين والممثلين.
9 عناصر على المسرح شغلوا وقت الساعتين أنغاماً وأصواتاً وخطوات ملائمة لما يجري من أحداث، وكان الكاستنغ موفقاً جداً وكل مشارك ملأ مكانه، وكان للمغنين الثلاثة مساحات إجادة سواء بالأداء الصوتي، أو الحركي اللذين لم ينفصلا في المشهد العام، وخدم العرض نص خفيف الظل ، رشيق، باسم، معبّر دفع بالعمل إلى ضفاف من الطمأنينة والإسترسال في السلطنة مع كل أغنية تُؤدّى على الخشبة، وإستوقفنا "بول سعدو" الذي تآلف مع شخيره وقدّم عرضاً مستقلاً تميز بكثير من الإجادة والغوص في الشخصية، وكانت ردة فعل الحضور سريعة متجاوبة ومنسجمة معه إلى درجة كبيرة. "ديسكوتيك نانا" عمل جميل، عميق، فيه روح عصر الثمانينات يوم تلألأت الأغنية اللبنانية الخفيفة بنماذج عاشت إلى اليوم على الأقل.