فاتن حمامة.. شمعة أولى
في 17 كانون الثاني/ يناير 2015 توفيت الفنانة فاتن حمامة التي بدأت الفن في السابعة من عمرها في كنف الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأنهت حياتها زوجة للدكتور محمد عبد الوهاب في سن ال84 عاماً.
-
الكاتب: محمد حجازي
- 17 كانون الثاني 2016 11:09
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية
في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2015 غادرتنا السيدة الكبيرة فاتن حمامة... في 17 كانون الثاني/ يناير توفيت الفنانة التي بدأت
الفن في السابعة من عمرها في كنف الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأنهت حياتها زوجة للدكتور
محمد عبد الوهاب في سن ال84 عاماً.
شخصيتها الحقيقية لا تختلف في شيء عن التي تطل بها على الشاشة ويحبها الناس
من صميم قلوبهم . فطرية كانت تقرأ الدور مرة واحدة وتحفظه عن ظهر قلب، وتنظر مرة واحدة
إلى زملائها فتلتقط ما في أعماقهم من مشاكل وعلاقات مختلفة.
عام بالتمام مرّ على وفاتها وما تصدع شيء في الصورة... لا بل حصل تقييم
لتجربتها ومسيرتها وشخصيتها وكانت الحصيلة مثالية. فالأستاذة لا تحب الخطأ ولا القائمين
به، لذا كانت علامات الصدق أكثر من أن تعد.
وظلّت السيدة كبيرة وإن هاجمها بعض زملائها الذين تساءلوا دائماً ولماذا تكون سيدة
الشاشة العربية، و ماذا عنا نحن، هل نحن جواري السينما...
من حقها أن تكون متميزة عن سواها من الفنانات، حتى لا تحسب مع ناقصات الموهبة
واللا قادرات على حفظ كرامتهن وكرامة المهنة، وما أروعها وهي تخاطب الناس العاديين
الذين يتحدثون مثلها ويفكرون مثلها. ولأنها مثلهم كرّموها بالتواصل الدائم معها حتى
يبقى للأصالة معنى وللمروءة أهلها.
هي حالة في الأستوديو، فسرعان ما تسري روح مختلفة عندما تصل ويكون معها
شيء لمعظم الحاضرين يعبّر عن حبها لهم. وهي أكثر من يعرف أخبار العاملين: من تزوج ومن
أنجب ومن عنده مشكلة يريد حلها، وكم من مرة أعطت بعض العالملين بعيداً عن أنظار الجميع
مبلغاً من المال... كل هذا عرفناه عياناً من مواكبتها على مدى يوم تصوير لمشاهد من
فيلم: "ليلة القبض على فاطمة"، بإدارة المخرج بركات، مع الفنان الراحل شكري
سرحان.
تتمتع الفنانة بذاكرة خطيرة تعطيها صفة العبقرية لأنها تتذكر أسماء أفراد
أسر العاملين لذا يعتبرها البعض حافظة حيثيات وأسرار الجميع دونما إستثناء.
عام فقط على رحيلها مرَ كالسهم الخاطف، هذا عدا عن كون البعض ما زال يعتبرها
حية ترزق.
فاتن في الدار الباقية... تماماً مثلما هي باقية في الأذهان والقلوب.