أول احتفال علني بعيد الأب.. متى عيد الأبوين
في التاسع عشر من حزيران/يونيو الجاري يقام في الكسليك يوم كامل مخصص للآباء قبل يومين من 21 الجاري التاريخ الذي أعطي للأب كي لا يظل يسأل : ألا يحق لي بيوم أعيّد فيه كما الأمهات، ولو أجريت مسابقة حول تاريخ الإحتفال بعيد الأب فربما لن يفوز أحد، والسؤال البسيط في السياق، لماذا عيدان، واحد للأم تضج الدنيا به وآخر للأب لا يشعر به أحد، لماذا لا يكون عيد واحد للأبوين معاً.
-
الكاتب: محمد حجازي
- 16 حزيران 2016 13:10
الأب بين زوجته وابنته أي حب؟
لأول مرة يعلن عن إحتفال بعيد الأب، رغم المظهر السياحي
الترويجي له، بحيث يكون مع أبنائه من دون ظهور أي أثر لأمهات ، أو لنساء عموماً في
الإعلان، تماماً مثلما هي الممارسة نفسها حين الإحتفال بعيد الأم، فتظهر صاحبة
العيد ومن حولها بناتها وصبيانها، مع دفق من الهدايا تبدأ بالملابس وتمر بالمصاغ
والحلي وتنتهي بقوالب الحلوى، وحده الأب يبدو متفرجاً أو شاهد زور، بينما تكون كل
الميزانية المرصودة للهدايا من جيبه. ويقوم الأب بواجبه لاحقاً في تقديم هدية
العيد بدءاً من الوردة وإنتهاء بأضخم هدية يمكنه تقديمها لإرضاء أم أولاده ، أو
يكون عرضة لإنتقادات لا تتوقف من جوقة المنزل: الأم والأبناء.
نادراً ما علق في الأذهان مشهد أو حوار سينمائي مثلما
حصل حين قالت زوجة بطل الفيلم الهوليوودي عن الجالية اليونانية في أميركا لإبنتها
التي تخاف من إعتراض والدها على عريسها الأميركي: لا تخافي يا إبنتي. سيوافق
فوراً. الرجل يحب أن نفعل نحن النساء ما يريده ، لكنه يعرف أنه رأس فقط ، ونحن
النساء رقبته نحن نحرك رأسه كما نشاء. يعني أن المرأة حين تريد فهي تعرف كيف توجّه
الأمور وفق ما تجده مناسباً لها وللأولاد، وعندما يكبر الأولاد تحتمي الأم بهم
ويصبحون كالخاتم في إصبعها وعناصر ضغط على الرجل الأب.
النبي محمد (ص) أعطى الأم مرتبة متقدمة على الأب بثلاث
درجات (أمك، ثم أمك،ثم أمك، ثم أبوك)، ووعد بأن الجنة تحت قدميها لأنها تحمل خاصية
الخالق في موضوع الخلق، ونحن نحمل العاطفة والحنان والمعنى الإنساني لوجودنا من
معين صدرها، لكن الرجل ليس حرفاً ناقصاً، ولا رقماً تابعاً، ولا ينبغي التعاطي معه
بشكل هامشي على أساس أنه حمّال الأسية ، صامت لا يشكو ولا يتأفف، ويسعد حين يرى
العيد مضيئاً في بيته لواحد من أفراد العائلة ، فكيف إذا كانت رفيقة دربه وأم
الأولاد والرقم السري للعاطفة.