كوكب الأرض يتجه الى مزيد من الحرارة
علماء مناخيون يحذرون من سرعة إرتفاع الحرارة على كوكب الأرض، و مدى خطورة الأمر في تحقيق رقم قياسي لإرتفاع الحرارة لم يشهد كوكب الأرض مثيلا له.
واقتربت نسبة ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.38 درجة مئوية ما يجعلها تقترب بشكل خطير إلى 1.5 درجات مئوية عليها في اتفاق باريس للمناخ. واعتبر شهر تموز/يوليو الأشد حرارة منذ بدء تسجيل الحرارة عام 1880، مع ارتفاع قياسي كل شهر منذ تشرين الأول/أوكتبر عام 2015.
وقال غافين شميدت مدير ناسا لمعهد جودارد لدراسات الفضاء إن "انتقلنا في الثلاثين العام الماضيين الى منطقة استثنائية" مضيفا أن "البقاء تحت حد الدرجة والنصف يتطلب خطوات سريعة ومهمة للحد من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون ما يجعل الأمر غير محتمل ولم نقم حتى الآن بقطع الانبعاثات لبقاء الحرارة تحت نسبة الدرجتين".
وكرر شميدت اعتقاده أن عام 2016 سيكون أكثر الأعوام حرارة، مع اعتقاده أن حوالى 20% من الحرارة تعود الى حدث النينو المناخي. واعتبر العام الماضي العام الأكثر حرارة متغلبا على الرقم القياسي المسجل عام 2014.
و أشارت ناسا الى أن التزايد في نسبة ارتفاع الحرارة يعني أن كوكب الأرض سوف يسخن بمعدل يفوق 20 مرة من المعدل التاريخي خلال المئة عام المقبلين. واستطاع بعض العلماء من قياس مستويات غاز الدفيئة العائدة الى أكثر من 800 ألف عام. و لكن القدرة على تحديد مكونات التركيب المناخي خلال الألف عام الماضيين هو أكبر. حيث أنه من الصعب مقارنة سنة مع أخرى في القرن التاسع عشر.
July data are out, and what do you know, still 99% chance of a new annual record in 2016. pic.twitter.com/ndSsbYuedA
— Gavin Schmidt (@ClimateOfGavin) August 15, 2016
وأكد شميدت على وجوب التعامل مع الأمر على أنه قضية طويلة الأمد و قال "لا نملك حتى الآن اي إثبات على زواله و نملك أسبابا كثيرة تؤكد أنه باق". وأشارت دراسة أن البقاء لخمسة أعوام إضافية على نفس المستويات من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سوف يقضي على أية فرصة للحد من ارتفاع الحرارة تحت مستوى الدرجة والنصف والقضاء على أي فرصة لتجنب التغيير في المناخ.
ووجدت ناسا بالتعاون مع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الحرارة ارتفعت بين أربع وسبع درجات خلال 5000 عام بعد العصور الجليدية. في حين ارتفعت الحرارة خلال القرن الماضي بنسبة تفوق عشر مرات أكثر من الفترات السابقة.
و أظهرت دراسات ناسا أن نسق إرتفاع الحرارة يفوق أي فترة سابقة منذ العام الخمسمئة. وأضافت أن استمرار انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الصادرمن توليد الطاقة، والنقل، والزراعة ممكن أن يؤدي الى ارتفاع مستوى البحر بثلاث أقدام عند انتهاء القرن الحادي والعشرين. كما يحتمل أن يرتفع سبعين قدما في القرون المقبل.
وأكدت الدراسة أن ارتفاع الحرارة يؤدي الى تقليص القمم الجليدية القطبية، ما يجعل السكن في مناطق من الشرق الأوسط و شمالي أفريقيا أمرا في غاية الصعوبة، بالإضافة الى تسريع ما يعرف بـ "الانقراض الجماعي السادس" للحياة الحيوانية.
Calling 'high profile' climate scientists (== those on Twitter). Below 1.5°C:
— Gavin Schmidt (@ClimateOfGavin) August 30, 2016