المخرج برهان علوية يغادر و في قلبه فلسطين
في بروكسل – بلجيكا حيت درس السينما وتزوج وأنجب، توفي ليل الأربعاء في 8 أيلول/سبتمبر الجاري المخرج اللبناني برهان علوية عن 80 عاماً تاركاً مكتبة سينمائية عربية بامتياز يتصدرها : كفر قاسم، إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا عام 75.
شكّل المخرج اللبناني برهان علوية الراحل ليل الأربعاء في 8 أيلول/ سبتمبر الجاري، مع المخرج الراحل مارون بغدادي فرسيّ رهان للسينما اللبنانية إلى العالمية انطلاقاً من باريس التي عاشا فيها ردحاً من الزمن بسبب تداعيات الحرب في لبنان وتنقلاً بينها وبين بيروت، لكن برهان المسكون بالقضية العربية الأولى: فلسطين (هو القائل: فلسطين هي التي أدخلتني السينما)، وجد رعاية مفتوحة من المؤسسة العامة للسينما في سوريا التي سبق وفتحت الباب لمبدعين عرب عديدين ومولت مشاريعهم، وأنجز معها شريطه الأهم: كفرقاسم، عن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي..
وعرف الفيلم نجاحاً مدوياً لينال في العام نفسه "التانيت الذهبي" من أيام قرطاج السينمائية، وليظل هذا العمل مرتبطاً بإسم برهان على مدى مسيرته السينمائية، وضع موسيقى الفيلم وليد غلمية، وشارك في لعب الشخصيات:عبد الله عباسي، أحمد أيوب، سليم صبري، وشفيق منفلوطي.
وكان علوية الذي عاش طويلاً في بروكسل وله إبن درس السينما أيضاً يعيش هناك (نال شهادته السينمائية من معهد أنساس البلجيكي) أول من تناول الحرب اللبنانية التي إندلعت عام 1975 في شريط جميل عرف إستقبالاً جماهيرياً ونقدياً جيداً بعنوان: بيروت اللقاء، شكّل نموذجاً للأفلام التي ترصد الحرب وإسقاطاتها الاجتماعية فكانت له عناوين عديدة أبرزها: لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء، رسالة من زمن الحرب، رسالة من زمن المنفى، ولشدة تأييده للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنجز شريطاً لافتاً: أسوان والسد العالي، عام 1990.
عرف المخرج الراحل بآرائه المباشرة في كل شيء، في السينما كما في الحياة: أنا مزاجي حتى العضم ولا أريد أبداً أن أزعج نفسي بعملٍ لا ينسجم مع قناعاتي، وكل ما صورته هو صورة عن أفكاري وقناعاتي. وعرفته الجامعة اليسوعية في بيروت محاضراً جاذباً لطلبة السينما أمضى بينهم كما يقول: أمتع الأوقات ولا أنفي أنني تعلمت منهم، كما تعلموا مني. أراد أخيراً أن يكون قريباً من إبنه في بلجيكا سافر إليه وعاش معه ما أمكنه من أشهر قبل أن يتوقف قلبه عن الخفقان.