"البحر أمامكم" للبناني إيلي داغر ينافس على الكاميرا الذهبية في كان74

4 عروض للفيلم اللبناني: البحر أمامكم (the sea ahead) إخراج إيلي داغر، ضمن تظاهرة: أسبوعي المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي 74، متنافساً لنيل الكاميرا الذهبية.

  • بطلتا فيلم: البحر أمامكم:
    بطلتا فيلم: البحر أمامكم: "منال عيسى"، و"يارا أبوحيدر"

توزعت عروض فيلم: البحر أمامكم، أول روائي طويل للمخرح اللبناني إيلي داغر (حامل السعفة الذهبية من كان لأفضل فيلم قصير:موج 98، عام 2015) على أربع صالات بين قصري مهرجان كان السينمائي الدولي الجديد والقديم، ضمن تظاهرة: أسبوعي المخرجين، التي تسعى لإكتشاف المواهب السينمائية الكبيرة من أنحاء العالم، ولم يجد داغر صعوبة في قبول فيلمه في هذه التظاهرة لأنه موهبة سينمائية خصبة قرأناها جيداً في نسخة "the sea ahead"، التي أتيحت لنا فرصة مشاهدتها والتمتع بسينما مختلفة تُحاكي أساليب الكبار في العالم لناحية التناغم بين الكاميرا والممثل وإطار المشهد، خصوصاً بعد فوز داغر بممثلة مذهلة في حضورها وتجسيدها لأكبر عدد من المشاعر المتناقضة في آن واحد، إنها منال عيسى – في دور جنى، التي تعيش في باريس وتتنقل في أوروبا ولها عدد من الأفلام المتميزة.

  • مخرج الفيلم
    مخرج الفيلم "إيلي داغر"

سريعاً تخطر على البال النجمة الأسبانية العالمية بينيلوبي كروز، لدقة الشبه مع منال التي تُشكل حالة تمثيلية إستثنائية لرباطة جأشها وإنغماسها في الشخصية حتى أعمق أعماقها، إنها ممثلة باطنية تطلع التعابير منها على قدر هضم الأحاسيس، وكانت خير ممثلة تناسب ما يطلبه المخرج والسيناريست داغر لدور جنى الفتاة الشابة التي عاشت جزءاً من حياتها في باريس وها هي تعود فجأة إلى منزل ذويها (والدتها منى: الرائعة يارا أبوحيدر، ووالدها وسام: ربيع الزهر) المتوسط الحال في بيروت، لتقرع الباب وتدخل وسط دهشة أبويها اللذين إستسلما لمزاجية جنى التي لم تبتسم ولا مرة أمامهما، لكنها كانت سعيدة مع آدم (روجيه عازار) الصديق الحميم الذي يصبر على تلونها وصعوبة التفاهم معها بتلبية كل طلباتها، ومرافقتها إلى أي مكان تختاره في أي وقت، وعندما حاول مخالفة رغباتها أوقعته أرضاً وإنهالت عليه ضرباً حتى قضى بين يديها.

  • لقطة من الفيلم
    لقطة من الفيلم

هي في جانب وحيدة كانت في بيروت، غادرت وحدها إلى باريس وعرفت أنواع الإحباط والفشل، لتعود وحدها إلى بيروت متعبة يائسة حالها لا تختلف عن حال ذويها اللذين يشتاقان لإبنهما في دبي، ويسايران الأجواء السلبية الميدانية في بيروت ريثما تُفرج، لنقع في فخ أسود يهيمن على المشهد، من دون أن يُفاجئنا مشهد قتل جنى لصديقها آدم بعدما رفض أن تتركه وتغادر، فعملت هي ومن دون تردد على جعله هو يغادر الدنيا، وتخرج هي في شوارع بيروت المعتمة بائسة تائهة لا تعرف إلى أين تمضي، تماماً كما والداها يعيشان حياة سطحية بعيداً عن ولديهما، وكما الخال (فادي أبي سمرا يحضر بفاعلية كضيف شرف)، في أجواء مرهقة لا توحي بأي تفاؤل، لنخرج بثلاثة إنطباعات فنية إيجابية، لغة المخرج داغر السينمائية، وقوة حضور الممثلتين "منال ويارا".