12 أغنية ذائعة للمطربة وداد بصوت روزيت بركيل
ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها روزيت بركيل بصوتها الواثق الآسر باقة مختارة من أغنيات المطربة اللبنانية الراحلة وداد، فقد أحيت ليل الأربعاء في 23 حزيران/ يونيو الجاري حفلاً بعنوان: "يا ناعم"، على خشبة مترو المدينة.
ساعة كاملة برفقة صوت روزيت بركيل، التي أدت بخصوصية في الإحساس 12 أغنية ذائعة للمطربة اللبنانية الراحلة قبل 12 عاماً وداد (والدة عازف البيانو العالمي عبد الرحمن الباشا)، فيما يتركز النظر معظم الوقت على ضابط الإيقاع أحمد الخطيب، الذي يشكل لوحده مشهدية جاذبة في إنسجامه مع الرق، أو الطبلتين، في تواصل بتعابير الوجه والكتفين مع القدمين، إلى درجة تغيّب الإهتمام بمهارات العازفين الثلاثة الآخرين على الخشبة، بما يلقي على عازفي الحفلات والعروض صفة الحرفية في التعامل مع آلاتهم الموسيقية.
في المكان الأليف ومع جمهور يسمع باستمتاع، يعرف متى يصدح بالـ"آه" ومتى يصفق، وتماماً متى يُصغي، غنت روزيت بثقة، وإحساس بعيد عن الانفعال أو افتعال حركات غير مجدية على المسرح، بدت وكأنها تؤدي أغنياتها الخاصة، لقد كانت معنا تعيش الحالة وتدرك أن سلطنتها تنعكس سريعاً على الحضور، لأن بعضهم واكبها في حفل مماثل قبل عامين، وعرف مدى شغفها بالتقاط نقاط التأثير في أغاني وداد التي كانت تتردد بكثرة لسهولة مادتها الكلامية والنغمية على السواء، مع صوت مجروح بالورد ومعطر بالياسمين، استطاعت روزيت تلمس حساسيته الجمالية كمفتاح إلى رحاب التأمل والشفافية شعر بها الحضور.
12 أغنية، كانت على التوالي: "قد سمع الناس بحبي"، "في وردة بين الوردات"، "حبوك هلق حبوك"، "إسقني"، "عين بعين وسن بسن"، "يا ناعم"، "يا ريت في عندي ألف وردة"، "تصور وإبعتلي صورة"، "صبحتو ما رد"، "لا قلبي ولا بعرفك"، "وختمت مع بتندم"، وعندما أصر الحضور على بقائها غنت مجدداً: "في وردة". ويتضح من مناخ الحفلة بأن جيلاً شاباً يهتم يستمع يتفاعل ويحب هذا المناخ من الأغاني القصيرة السريعة التي عرفت عزاً في ستينات وسبعينات القرن الماضي، بما يعني أن الأصالة لا تموت.