مسرحية "الإمارة النائمة"... تعني لبنان
الأوضاع الإستثنائية التي يعيشها لبنان ترصدها المسرحية الغنائية: "الإمارة النائمة"، إخراج هشام جابر، على خشبة مترو المدينة، زمانها الحكم العربي للأندلس، وكل دلالاتها تعني لبنان اليوم.
يتفاجأ الرواد بقيمة وحجم مسرحية "الإمارة النائمة" التي افتتحت على خشبة مترو المدينة، كونها تستقبل 8 شخصيات يحضرون بعمل متقن مدروس وجاذب فوق مساحة صغيرة تكبر بحضور العازفين والمغنين والممثلين والإخراج الذي تولاه صاحب ومدير المكان هشام جابر، مع قدرة المادة الحية على الضبط بالطريقة المنسقة والعفوية على مدى العرض الذي أطل علينا بفصل واحد قال كل شيء عن أسباب ودوافع وحيثيات الأزمات التي نعاني من تداعياتها في لبنان، من خلال مشهدية تاريخية قديمة، مع مضمون شفاف وعميق صاغه الفنان خالد صبيح بطواعية ووضوح يدل مباشرة على الهدف.
على الخشبة تواجد 7، مغنيتان: كوزيت شديد، وروزيت بركيل، و5 عازفين: فرح قدور (بزق) أسامة عبد الفتاح (عود مع غناء عالي المستوى يحاكي الزمن الجميل ورموزه) جورج الشيخ (كمان وناي) أحمد الخطيب (رق) وزياد عيتاني (ضيف شرف) بينما إكتفى صبيح بحضور تمثيلي، لكنه كما حاله دائماً يأخذ الجانب الساخر وتكون حواراته طلقات صائبة تستدعي الضحك من القلب أحياناً ، أو التصفيق الحار دائماً لأن قفشاته موفقة وتعني الراهن كما أسلفنا تماماً، مع تشاؤم بارز يقدم فيه حاكم الإمارة (صبيح) معنياً بالترفيه وتضييع الفرص إلى حد أن رسالة مهمة وصلته من أحد القادة الأصدقاء وفيها إستعداد لمساعدته في درء الأخطار عن إمارته، لكنه لم يقرأ فحوى الرسالة إلاّ عندما غطّت الحرائق خلفية المسرح وبات المهاجمون عند أعتاب القصر.
المسرحية تقول أكثر، الأمير معني فقط بالترفيه من خلال الغناء (استمعنا إلى أجمله من أسامة عبد الفتاح، روزيت بركيل، وكوزيت شديد، وتمضية أوقات سعيدة مع الموسيقى والغناء وبدا أنه لم يهتم بالنار التي إلتهمت الكثير من معالم الإمارة فهو عرف من المسؤول عن خزينة المال أنها فارغة ودخل ناي جورج الشيخ على الخط وقدم مقطوعة ميلودرامية تتلاءم وواقع حال الإفلاس في الإمارة، وتحول الديوان الأميري العامر، إلى مجلس عزاء إنسجاماً مع واقع الخزينة، وحال "الإمارة النائمة" وربما هذا هو العرض المسرحي الأول الذي يقرأ الواقع والوجع اللبناني ميلودرامياً على الخشبة.