رينيه ديك توفيت للمرة الثالثة.. والأخيرة

ما لعبت رينيه ديك دوراً إلاّ وجوهرته، كانت مجنونة تمثيل، كل من أدارها ذهل بأسلوب دخولها في جلد الشخصيات التي تتقمصها.

  • رينيه ديك توفيت للمرة الثالثة.. والأخيرة
    رينيه ديك توفيت للمرة الثالثة.. والأخيرة

وكأن هذه الممثلة الكبيرة منذورة للعذاب: رينيه ديك عاشت 75 عاماً مستغربة أنها ظلت حية إلى هذه السن، بعدما عاش عارفوها أكثر من نهاية لها، ثم كانت تنتعش فجأة وتعود، إلا هذه المرة: لقد رحلت في أحد دور المسنين.

ما لعبت رينيه ديك دوراً إلاّ وجوهرته، كانت مجنونة تمثيل، كل من أدارها ذهل بأسلوب دخولها في جلد الشخصيات التي تتقمصها. عندما لعبت بإدارة العراقي جواد الأسدي بطولة النسخة الأولى من مسرحية: الخادمتان، قال عنها: "لأول مرة أرى مجنوناً أكثر مني.. إنها ممثلة خطيرة". نعم كانت كذلك، ولو أن صحتها خدمتها أكثر لما وقفت أي فنانة تنافسها في الأدوار المركبة كما يقول الكاتب مروان نجار عنها.

قبل 41 عاماً أدارها الفنان زياد الرحباني في مسرحيته الأشهر: فيلم أميركي طويل، وصورت يومها بطولة مسلسل: ليالي شهرزاد، وبعد سنوات قليلة صورت شريط: المخطوف. لم تكن تهدأ ودائماً تساعد الممثلين كما المخرجين في كل ما تقدر عليه في الأعمال التي شاركت فيها، لكن ما أعاقها كان المرض، حادث نجت منه بأعجوبة، ثم أمضت أشهراً في غاية الصعوبة مع عدة عمليات جراحية حوّلت جسدها إلى هزال رافقها لسنوات إلى أن كانت النهاية في أحد دور العجزة.

في دار المسنين لم تكن صحتها لتستقر أو أن تشعر ببعض السلام من أوجاع تكاثرت عليها، ولطالما رددت: أنا متفاجأة إني مش عم موت. كانت تدرك أن خلاصها من الأوجاع وإنهيار كل شيء في حياتها لن يكون إلاّ بالرحيل.. ورحلت في عيد ميلادها الماسي ولأول مرة ماتت لترتاح. وقد نعتها نقابة ممثلي السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة في بيان قال عنها: لقد خسرنا برحيل رينيه ديك ركناً أساسياً في المسرح اللبناني والعربي.