"مانك" يكشف أسرار أفضل فيلم في تاريخ السينما

شريط بالأبيض والأسود يحكي وقائع حصلت في هوليوود قبل 90 عاماً، ويكشف أسرار فيلم CITIZEN KANE، هو تحفة سينمائية ستطيح بكل المنافسين في الأوسكار.

 

  • المخرج ديفيد فينشر خلال التصوير
    المخرج ديفيد فينشر خلال التصوير

MANK عنوان الفيلم الجديد للمخرج ديفيد فينشر، عن نص لجاك فينشر (المتوفي عام 2003 عن 72 عاماً) أنجزه بالأبيض والأسود في 131 دقيقة ليكون مفاجأة الأفلام المتسابقة لنيل الأوسكار في الدورة 93 متسلحاً بـ6 ترشيحات بينها أوسكار أفضل فيلم.

ويبدو أن حظوظه متقدمة جداً مذكراً إيانا بالشريط الفرنسي THE ARTISTE للمخرج ميشال هازانافيسيوس بالأبيض والأسود الذي قطف الأوسكار قبل تسع سنوات، يحكي عن الحقبة الهوليوودية في فترة السينما الصامتة، فيما يرصد فيلم "مانك"، أعوام الثلاثينيات الأولى حين إلتقى الفنان أورسون ويلز والكاتب هيرمان .ج. مانكياويكز، وتعاونا لإنجاز الفيلم التحفة الذي إختير أفضل فيلم في تاريخ السينما: CITIZEN KANE، نجح بشكل مذهل لكن صانعيْه إفترقا إلى الأبد.

 

  • أماندا سايفريد في دور ماريون ديفيس
    أماندا سايفريد في دور ماريون ديفيس

المشكلة أو السر الذي يكشفه الفيلم بوضوح أن أورسون ويلز لم يشارك في كتابة السيناريو، وكل ما فعله أنه صبر على "مانك" المزاجي جداً والمدمن جداً وسليط اللسان، إلى آخر ما هناك من سيئات وصفات إنسانية مزعجة. صبر عليه لمجرد أنه قبل أن لا يوقع على النص، يعني أن يًنسب العمل إلى ويلز، لكن الذي حصل أن مانك ذهل من النتيجة التي خلص إليها، ووجد أمامه نصاً مدهشاً فصارح أورسون بأنه يريد أن يرد إسمه ككاتب سيناريو الفيلم، وطار صواب ويلز، ووصل غضبه أنه لا هو ولا مانك لبيا دعوة لجنة الأوسكار عام 1941 لتسلم الجوائز لأنهما لم يرغبا في اللقاء حتى ولو كان إحتفالاً بفوز غير مسبوق لفيلم أخذ وقتاً طويلاً في الإعداد له وكذلك في التنفيذ.

نص متماسك متداخل لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويتناولها لضخ الحياة في علاقة الرجلين، وفيما لم يحتل ويلز (جسده: توم بيرك) على الشاشة سوى دقائق قليلة، فإن مانك (لعبه بمهارة وتقنية عالية جداً غاري أولدمان) إحتل الفيلم بالكامل، بكل ماتعنيه الكلمة، وهو الذي أعطى حياة وعمقاً ومعنىً للشخصية، كونها صعبة، متفجرة بالجرأة والتميز، وتكاد الكاميرا لا تغيب عنه طوال الـ131 دقيقة، بحيث - وهذه حقيقة، لم نر غيره أمامنا، رغم وجود أماندا سايفريد في شخصية ماريون ديفيس، ولا حتى شارلز دانس في دور ويليام راندولف هارست، وكذلك الإنكليزية ليلي كولينز في شخصية ريتا ألكسندر. نحن أمام تحفة سينمائية ستطيح بكل المنافسين في الأوسكار.