"كورونا" قضى على عروض الصالات وشرّع مشاهدة المنصّات

عام كامل من الإقفال بسبب جائحة كورونا كان كفيلاً بقتل واحدة من أهم عناصر صناعة الترفيه في العالم. أوروبا أقفلت صالات السينما بالكامل وأعلنت عن خسائر بقيمة 7 مليارات دولار، وفي أميركا أجبرت الحكومة على دعم قطاع الصالات بـ 15 مليار دولار.

  • وحضور متواضع العدد بالكمامات في الداخل
    وحضور متواضع العدد بالكمامات في الداخل

أعلنت إحدى مسؤولات التوزيع في شركة ديزني، أن "عادة الذهاب إلى الصالات لمشاهدة الأفلام ستصبح من الماضي"، مؤكدة أن البحث جار حالياً لإبتكار إطار جديد يؤمن التسلية والترفيه للمشاهدين بعيداً عن الصالات، وهي المعركة التي تخوضها وارنر، ديزني، إلى جانب نتفليكس، وسط معارضة شديدة من أهل السينما الذين يرفضون تزامن مواعيد عروض الصالات مع بث الأفلام إياها عبر المنصات الألكترونية للمشاهدة المنزلية، مستندة إلى مئات آلاف الإشتراكات بحيث تعوض المنتجين قسماً كبيراً مما دفعوه لإنجاز الأشرطة الجديدة الضخمة، وهو ما لا يقارن مع إيراد ثلاثة أيام عروض في الصالات، يعوض بها أصحاب الأفلام ميزانيات الإنتاج.

ديزني بلاس ونتفليكس لا تريدان الإنتظار، فالخسائر التي أجبرتاها على الخضوع لبديل منطقي يعوضهما ما أمكن من الخسائر، خصوصاً وأن محبي السينما قد إستحدثوا في منازلهم أماكن ملائمة لشاشات عملاقة أقرب إلى شاشات السينما، بما يعني أن الأمر لن يختلف كثيراً في المنزل عن العرض في الصالة، وهذا سيصيب الدور في مقتل.

وقد وقف المخرج الإنكليزي كريستوفر نولن "TENET" وبعده النجم الأميركي والمشارك في إنتاج أفلامه توم كروز الجزء الثاني من "توب غان"، والسابع من "مهمة مستحيلة" ضد تزامن العرض في الدور، مع المنصات المنزلية، لأنه قرار يحث الناس على إستبعاد الصالات من حساباتهم طالما أن الأفلام تصلهم بأسهل وسيلة، فلماذا يتجشمون العناء ويدفعون بدل بطاقة الدخول إلى الصالات التجارية.

والمفارقة أن أكبر دولتين لجهة تعداد السكان الصين ثم الهند، أعلنتا عن فتح كافة صالات السينما مع نسبة إشغال 100%، وتطبيق معايير السلامة ضد كورونا عبر الكمامة والتباعد الإجتماعي، في وقت يرتفع فيه الصوت من هوليوود كما من أوروبا وأوستراليا مطالباً بمساعدات مالية ضخمة لتعويض الخسائر التي طالتهم جراء إقفال الدور في أنحاء العالم بنسبة كبيرة، الأمر الذي حال دون عرض الأعمال الجديدة التي تطمح غالباً لإسترداد ما صرفته على الأشرطة الجديدة التي ستعاني الآن من ضيق شديد في توفر صالات العرض، يعني أنها ستوضع على رفوف شركات التوزيع بما يعرضها للكساد وتصبح أعمالاً من نوع الإنتـاج المتوفر، وهذه غالباً ما تكون أسعارها متدنية جداً، يعني الخسارة واقعة في كل الحالات.