حاتم علي.. سبقته "التغريبة الفلسطينية" ورحل قبل ساعة التحرير

المخرج المبدع وصاحب القضية، حاتم علي، يرثيه الممثلون والجمهور الذين كان وقع رحيله صادماً عليهم. صاحب "التغريبة الفلسطينية" و"الفصول الأربعة" وعشرات الأعمال الدرامية التي تحمل بعداً اجتماعياً وفكرياً وتاريخياً.

  • وفاة المخرج السوري حاتم علي
    وفاة المخرج السوري حاتم علي

لم يكن خبر وفاة المخرج السوري حاتم علي سهلاً، لا على الجمهور ولا على الممثلين الذين عرفوه مخرجاً مبدعاً، طيب القلب وصاحب قضية.

الراحل كان أحد أبرز صناع الدراما التلفزيونية العربية تمثيلاً وإنتاجاً وكتابة وإخراجاً، ولم يقتصر عمله على سوريا فحسب، بل امتد للمنطقة العربية بأكملها.

وقد نعته نقابة الممثلين السوريين والعديد من المؤسسات الفنية العربية والمهرجانات السينمائية، كما رثاه العديد من الفنانين الذين شاركوه أعماله أو رافقوه في مشواره.

حاتم علي المولود سنة 1962، بدأ حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار سنة 1988، لتتوالى بعدها مشاركاته في أعمال درامية جمع من خلالها بين الأدوار التاريخية والمعاصرة.

وانتقل بعدها إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينيات، مقدماً الكثير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدداً من الثلاثيات والسباعيات.

وأثرى علي المكتبة التلفزيونية بأعمال كثيرة استقطبت اهتمام ملايين المشاهدين العرب، من أبرزها مسلسل "الفصول الأربعة" وهو من أشهر الإنتاجات التلفزيونية السورية في العقود الثلاثة الماضية.

وتميزت أعمال كثيرة أخرجها علي بضخامة الإنتاج، بينها خصوصاً مسلسلات تاريخية تروي حقباً هامة في التاريخ العربي والإسلامي.

ولعل من بين أهم أعماله مسلسل "التغريبة الفلسطينية"، الذي شقًّ طريقه إلى النور بعد 4 سنوات من كتابته، وتناول معاناة الفلسطينيين على مر الزمان. 

"التغريبة الفلسطينينة" كانت أول ملحمة درامية تلفازية تروي القضية الفلسطينية، وذلك من خلال رصد حياة أسرة فلسطينية ريفية وكفاحها على أرضها ضد الاحتلال والفقر والحرمان.

وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بخبر وفاة المخرج السوري، والعديد من الناشطين تداول له صوراً ومقاطع مصورة، وكلمات ترثيه.

كذلك، نذكر من أبرز أعمال الراحل حاتم علي أيضاً "صلاح الدين الأيوبي" الذي عُرض في 2001 وتخطت شهرته حدود العالم العربي. كذلك الأمر مع مسلسلي "الملك فاروق" (2007) و"عمر" (2012) اللذين استحوذا على اهتمام كبير في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

وكان مسلسل "كأنه امبارح" المصري في 2018 آخر أعمال المخرج السوري التي عرضت على الشاشة الصغيرة.

وإلى جوار الإخراج برزت موهبة الكتابة، ولعل فيلم "زائر الليل" الذي صدر في نهاية التسعينيات كان دليلاً على ذلك، بعدما حصد ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.