الدراما العربية 2020: "حارس القدس" تصدّر كل الإنتاجات
تعتبر سنة 2020 من أصعب السنوات على صعيد الإنتاج الدرامي العربي كماً ونوعاً لأسباب عديدة أبرزها فيروس كورونا، ويخوض مسلسل واحد الرهان بقوة وثقة، إنه: حارس القدس، الذي روى سيرة نضال إستثنائي خاضه المطران هيلاريون كابوجي ضد السلطات الإسرائيلية.
الإنتاج التلفزيوني عرف كماً مقبولاً لكن المشكلة كانت في المضمون، وتلطّى العديد من المنتجين خلف جائحة كورونا لتبرير المستوى المتواضع لما أنجزوه.
لكن حلقات: حارس القدس، للمخرج باسل الخطيب، عن نص للخبير الدرامي السوري حسن م يوسف، إخترقت المشهد العام وأثبتت أن الذي ينتصر لقضايا أمته لا بد أن يحصد النجاح، خصوصاً عندما تتوفر الإرادة الوطنية مع المستوى الفني النخبوي الذي يشمل المخرج والكاتب، والممثل رشيد عساف الذي أرتفع بأدائه إلى مستوى الشخصية وما قدمته لخدمة القضية الفلسطينية دون كلل، لا بل جوهرها وجعلها مضيئة من لحم ودم على مدى الحقبة التي يظهر فيها في سنوات نضاله وشجاعته المعروفة في مساعدة الفدائيين رغماً عن تشديد الإسرائيليين إجراءاتهم لمراقبته والحد من حركته.
وكان الإنتاج العربي عرف عقبات كثيرة بفعل إجراءات العزل التي إعتمدت تفادياً لعدوى كورونا، ويحسب للمصريين أنهم خاضوا تحدياً كبيراً عندما أكملوا تصوير معظم مسلسلاتهم التي كانوا تعاقدوا على إنجازها مع الفضائيات العربية.
مع ذلك فإن عادل إمام لم يوفق مع: فلانتينو، وليس متواجداً على أجندة رمضان 2021 ويحضر مكانه إبنه محمد في: النمر، ويسرا لم تنجح كما أرادت مع حلقات: خيانة عهد، بإدارة سامح عبد العزيز، كما أن نيللي كريم التي خاضت السباق مع آسر ياسين في: 100 وش، قدمت حلقات كوميدية خفيفة تشبه نموذج: عصابة حمادة وتوتو (عادل إمام ولبلبة).
وحده الذي نجا من الأعمال التي صورت في القاهرة كان: الإختيار، بإدارة المخرج بيتر ميمي، في حلقات تحكي عن أحد الضباط المصريين والتضحيات التي بذلها لدحر فلول الإرهابيين، مع كريم كرارة الذي يشكل ثنائياً ناجحاً على الشاشتين مع المخرج ميمي.
وفي لبنان إجتهد أكثر من منتج في محاولة لتجاوز قطوع الإقفال التام بسبب كورونا، ونجت بعض الأعمال وتأجل البعض الآخرإلى رمضان المقبل. المنتج صادق الصباح أنقذ ما يمكن إنقاذه للعام الجاري، وإشتغل براحته على ما تبقى للعام 2021.
وكان أن جهز كامل حلقات الجزء الرابع من: الهيبة الرد، مع المخرج سامر البرقاوي، والنجم تيم حسن، وعرضت بنجاح، وعلى الخط دخل بتميز عادل كرم وديما قندلفت، مع بقاء قيمة الكبيرة منى واصف في مكان مستقل، إستعداداً لعرض القسم الخامس والأخير من السلسلة مع أيام الشهر الكريم.
والجيد في السياق أن عدة إتفاقات وقعت مع نتفليكس لعرض مسلسلات لبنانية على منصتها ونشرها على أوسع نطاق كنوع من الإعتراف بأن الأعمال اللبنانية باتت في موقع المنافسة.