الفيلم الدانماركي"shorta"يفضح العنصرية تجاه المهاجرين في الغرب

فيلم دانماركي بعنوان "shorta" يُظهر تجاوزات الشرطة الدنماركية تجاه المسلمين من أصولٍ عربية وعنفها تجاههم.

  • لقطة من الفيلم الدانماركي
    لقطة من الفيلم الدانماركي"shorta"

العنصرية ضدّ المسلمين والملوّنين في غرب العالم لم تعد تفاجئ أحداً، وقد تبارى في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي 42 فيلماً دانماركياً بعنوان "shorta" يقدّم ضابطاً سادياً يحاصَر في غيتو للمسلمين وتنقذه والدة شاب تعرّض للإعتداء من قبله.

كأن فيلم "shorta" للمخرجيْن الدانماركيين فريدريك لويس هفيلد (32 عاماً)، وآندرس أولهولم (37 عاماً)، هو فعل توبة واعتراف بوجود تجاوزات من رجال الشرطة في الدانمارك تجاه المسلمين من دول عربية ومناطق عديدة ذكر منها باكستان، يقيمون في منطقة اسمها svalegardens، وكان جيّداً اختياره للتسابق في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام، لموضوعه الجيّد والمهم والذي يصارح العالم بوجود تجاوزات من الشرطة أوقعت قتيلاً عربياً في التاسعة عشرة من عمره كانت آخر كلماته: "لا أستطيع أن أتنفس"، لتذكيرنا بالأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد الذي قال العبارة نفسها قبل أن يموت تحت حذاء شرطي.

وثانياً لأنه شريط جيّد الصنع وقادر على تحقيق إيرادات طيبة سواء عرض في أقطارنا العربية أو في صالات غربية، في إنتاج لـ ساين ليليك، و مورتن كوفمان، وكان مقصوداً أن يكون العنوان عربياً لكي يدلّ على اتجاهه بوضوح.

كورونا كان السبب في اعتذار المخرجيْن عن الحضور مع فيلمهما إلى القاهرة، ورافقه القيّمان على إنتاجه مع بطله جايكوب لوهمان الذي يمتلك حضوراً آسراً على الشاشة، وكان من بين حضور العرض الأول للفيلم على شاشة المسرح الكبير لدار الأوبرا، وحين انتهى شارك في ندوة حوارية حول الفيلم الذي عرف تصفيقاً حاراً، وقال رداً على سؤالنا عمّا إذا كان تردّد في المجيء إلى القاهرة بسبب دوره في الفيلم: "كل الناس تعرف أننا نمثّل، في وقت دوري المحوري في الفيلم يتحوّل من سيء إلى جيّد، والفيلم كما رأيته يعترف بوجود تجاوزات واعتداءات من رجال الشرطة بسبب أو من دون سبب لهؤلاء المهاجرين". والواقع أنه على مدى 108 دقائق يستحيل ضبط ولو دقيقة واحدة من دون حركة بين الضابطين الدانماركيين: مايك (جايكوب لوهمان) وجانس (سيمون سيرز) اللذين علقا في المنطقة التي تعجّ بالمهاجرين، والشباب الذين يتولون أمن المنطقة من أبنائها ويعرفون الشاردة والواردة بكامل التفاصيل مع إمكانية التصرف بسرعة تصدياً لأي طارئ.

الضابط مايك أوقف الشاب أموس الشامي (طارق زيات) من دون سبب إلا لأنه لاحظ أنه ينظر إليه بطريقة لم تعجبه، وأجبره على خلع ملابسه والتنمّر عليه، حينها لاحظ شباب المنطقة ما يحصل وتدخّلوا فهرب أموس، وقذف سيارة البوليس بعلبة ألبان، فحاول مايك اللحاق به ليتعرّض لرمي بالحجارة ويتحطّم زجاج السيارة وتصطدم بعمود كهربائي ويجرح مع زميله جانس الهادئ والرصين والذي لا يحب تصرفات مايك الموتورة التي قتلت الشاب العربي، وينجح في اعتقال أموس مجدداً، وعندما يختلف الضابطان على خلفية رعونة مايك يذهب الأخير لوحده ويتعرّض لإطلاق نار وينزف من كتفه، فيدخل مبنى تستضيفه لديها إمرأة يدهشه معرفة أنها والدة أموس وقد عالجته ليطمئنها بأن إبنها مصان وهو مع زميله، وتتغيّر كامل لهجته، لتكون المعركة الأخيرة بين الضابطين والمسلحين قبل أن تصل قوة من البوليس لنجدتهما. الفيلم هوليوودي الطابع الحركي، مع إيقاع سريع وذكي. 

وشارك في الأدوار من المهاجرين: عيسى خطاب، آريان كاشف، دولفي الجابوري، عبد الملك دفلاوي، عماد أبو الفول، إبراهيم أسماء أحمد، حنين جرجس، علي عبد الأمير ناجي، إلياس عثمان، وعلي حيدر.