فيلم يتهم أميركا بقتل "سيرجيو" مبعوث الأمم المتحدة إلى بغداد
تم إطلاق شريط بعنوان SERGIO يتناول سيرة الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو دي ميلو مبعوث أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان إلى بغداد عام 2003.
عن سيناريو لـ كريغ بورتن، إقتبسه عن كتاب CHASING THE FLAME ONE MAN S FIGHT TO SAVE THE WORLD للكاتبة الإيرلندية سامانتا باور (50 عاماً)، صور المخرج الأميركي غريغ باركر شريطاً بعنوان SERGIO عن سيرة الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو دي ميلو.
رصد الفيلم في ساعتين إلا دقيقتين ذكاء ونباهة وصدق وفعالية وجرأة هذا الرجل في كل المهمات التي كلف بها في العالم ما بين كمبوديا (أيام الخمير الحمر) وتيمور الشرقية (التي انتزع إستقلالها من أندونيسيا)، وصولاً إلى المهمة التي كلّفه بها أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان عام 2003 في بغداد للوقوف على احتياجات العراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق.
لم ترق أفكار سيرجيو، للحاكم الأميركي بول برايمر (جسد دوره برادلي وايتفورد)، وفيما طلب الرجل انسحاب الجنود الأميركيين من مبنى وجوار مقر الأمم المتحدة في بغداد، وأعد تقريراً أعلم به برايمر عن قوات الإحتلال الأميركي بكامل التفاصيل، وجد نفسه مع كامل الموظفين تحت أنقاض المبنى في تفجير أعلن مسؤوليته عنه أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق، والذي أُعلن عن مصرعه بعد وقت قصير من التفجير.
الفيلم يقدّم صورة مثالية عن سيرجيو، فهو لا يهتم بالمخاوف ولا تعنيه المخاطر طالما أنه ينفذ قناعاته، وعندما إلتقاه برايمر أبلغه أنه لا يعمل بإمرته، وأن واجبه يقضي بالتحضير لإنتخابات نيابية حرة في البلاد، فطلب منه برايمر الإهتمام بأمور أخرى، واستغرب كيف أن المرجع الديني علي السيستاني وافق على استقبال سيرجيو في مكتبه بينما هو لا يرد على إتصال برايمر المتكرر به، وكان رد سيرجيو بأنه تابعٌ لـ أنان، وليس للإدارة الأميركية.
من هنا تبدلت اللهجة بين الطرفين وشعر مساعدو سيرجيو بالرعب من نتائج جرأته الزائدة في التحدث مع برايمر، وكانوا على حق، ففيما كان المبعوث الدولي يطلب من مساعده الدعوة إلى مؤتمر صحفي صباح اليوم التالي لإعلان تقريره عن توزع القوات الأميركية في العراق، دوى إنفجار مذهل حوّل المكان إلى جبل من الركام دفن تحته معظم العاملين والمتعاونين مع المنظمة الدولية.
سيرجيو ظل حياً لساعات يعاني من ركام ثقيل فوق رجليه واحتاج لآلات خاصة لإنتشاله من تحت الأنقاض، لكن أحداً لم يستجب وظل يتواصل مع رجل واحد لم يستطع عمل شيء، وزار برايمر المكان معلناً أن الجنود يقومون بأقصى جهدهم لإنقاذ "صديقي سيرجيو" كما وصفه، وطبعاً لم يقم بأي محاولة وفق الفيلم.
يقدم الفيلم وبشكل متوازٍ مع إيجابيات شخصية سيرجيو (يجسد دوره الممثل البرازيلي واغنر مورا – 44 عاماً) الميدانية، تفاصيل علاقته مع الخبيرة الإقتصادية الأرجنتينية كارولينا (تؤدي دورها الكوبية آنا دو آرماس).
وأشار الفيلم في ختام العرض إلى أن كارولينا أعلنت رسمياً في البرازيل زوجة لـ سيرجيو وتعيش حالياً في العاصمة ريو دوجانيرو.
إشارة فقط إلى أن الممثل مورا ونتيجة إجادته لدوره في الفيلم تعاقد معه المخرج العالمي برايان دو بالما لبطولة فيلمه الجديد SWEET VENGEANCE.